زواج الشاب في سن التاسعة عشرة مع تقبل الأهل ذلك
2007-03-20 09:27:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب عمري 19 سنة، فهل هناك مانع من الزواج؟ مع العلم أنه ليس هناك مانع متقبل من أهلي.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الورفلى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن خير البر عاجلة وهنيئاً لمن وجد فرصة لإحراز نصف دينه، وأرجو أن تعلم أن مسألة تأخير الزواج من المسائل الدخيلة على مجتمعاتنا والتي يؤسفنا أن نقول أننا نقلد فيها أعداءنا، ولم تعرفها المجتمعات الإسلامية إلا بعد فترة الاستعمار البغيضة التي خلفت في ديارنا أسوأ الخصال، وأنتجت لمجتمعاتنا أشقى النساء والرجال الذين لا يتورعون في نشر الحرام وإعاقة سبل الوصول إلى الحلال، سواء كان ذلك عن غفلة أو عن سوء نية وقبح خصال وعمق نشر الشر والسوء ما يعرض في الشاشات من مسلسلات وأفلام تدعو للسيئ من الأقوال والأفعال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال.
وقد قال الشافعي رحمه الله: (رأيت جدة عمرها إحدى وعشرين سنة)، وكان الفرق بين عبد الله بن عمرو بن العاص ووالده عمرو بن العاص إحدى عشرة سنة، وتزوجت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من النبي صلى الله عليه وسلم وعمرها تسع سنوات، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم عن صفية بنت حيي رضي الله عنها وعمرها ثماني عشرة سنة مع أنه صلى الله عليه وسلم كان زوجها الثالث، فقد تزوجت قبله برجلين.
وأرجو أن يعلم أهل الإسلام أنه لا عذر لهم في تأخير الوصول إلى الحلال عن طريق النجاح الذي شرعه الله، وإذا كان أهل الكفر يؤخرون الزواج فإنهم يمارسون الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وليس بعد الكفر ذنب، وأما أهل الإسلام فإن الله حرم عليهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
ومن هنا فنحن ندعو كل أب أن يحرص على الإسراع في تزويج أولاده ومساعدتهم على ذلك، وقد قال سعيد بن العاص رضي الله عنه:( إذا علم الرجل ولده الكتاب وحج به بيت الله الحرام وزوجه فقد خرج من حقه)، وقال الشيخ العثيمين رحمة الله عليه:( إذا كان الرجل ميسور الحال فإن عليه أن يزوج أولاده الذكور وييسر زواج بناته، فإن حاجتهم إلى العفاف لا تقل عن حاجتهم إلى الطعام والشراب).
والواقع أنك لم تبين لنا ما الأسباب التي يتعذر بها الأهل في تأخير زواجك، فقد يكون منها المقبول وغير المقبول، ولكن الأصل المسارعة إلى العفاف لا سيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن وبثت الشهوات.
ومن هنا وصيتي لك بتقوى الله والحرص على طاعته، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك وأن يرزقك الزوجة الصالحة وأن يقدر لك الخير في كل أمرك ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.