ماذا يفعل غير الملتزم إذا رفض الملتزمون خطبته
2007-03-05 11:09:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أشكركم على هذا الموقع الرائع، وكان الله في عونكم، أنا أقرأ كثيراً في موقعكم وخاصة قسم الاستشارات، وكم يعجبني إجابتكم لكثير من المشاكل التي تواجهونها، الخاصة بمشاكل الشباب في جميع مراحل العمر، وكثر الله من أمثالكم ونفع بكم المسلمين، لكن أنا لدي سؤال:
عندما تسألكم فتاة ملتزمة عن ارتباطها بغير ملتزم أو العكس، عندما يسألكم شاب ملتزم بفتاة غير ملتزمة تقولون لهم: الزموا صاحب الدين أو صاحبة الدين، وأنا والله لا أشكك في كلامكم لأني أعلم أن هذا قول الرسول الكريم، لكن جاء إلى ذهني سؤال:
كم منا يكون غير ملتزم؟ ولكن الله يبعث الشاب أو الشابة التي تقربه إلى الله؛ لأن الذي أراه أن بعض الفتيات تريد أن تلتزم ولكن لا تجد من يعينها، وأيضاً بعض الشباب كذلك، فعندما نغلق الأبواب فماذا نفعل؟ ومع احترامي كم من شباب وفتيات متدينين لا يكونون في أخلاق الذين هم غير متدينين، يصادف أن فتاة غير ملتزمة لكن كم عندها من القيم والأخلاق، وأيضاً الشباب كم من شاب متدين ومطلق للحيته لا يكون على خلق أو أنه يكون فاهم الدين خطأ.
أرجو أن أجد عندكم جواب للحيرة التي أنا فيها! وأرجو أن لا يضايقكم السؤال وأنا والله لا أريد أن أشكك في أي أحد متدين لكن الحياة مليئة وأنا أرتاح إلى إجابتكم.
وأخيراً أدعو الله أن يهدي شباب المسلمين وبنات المسلمين وأن يقربهم إليه ويأخذ بنواصيهم إليه، إنه على كل شيء قدير، آمين، وأسألكم الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Somone حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ندعو كل شاب ملتزم أن يتمثل بأخلاق الإسلام، ولا شك أن الأخلاق الحسنة من الالتزام، ولكن لأهميتها كرر النبي صلى الله عليه وسلم الوصية بها فقال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، رغم أن كلمة دينه تدخل فيها الأخلاق الحسنة.
وستزول حيرتك بشأن صاحب الدين الذي يسيء معاملة زوجته بمعرفة أنه فقد شرط الخلق الذي ذكر في الحديث: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه...) فوجود الخلق ضروري كضرورة وجود الدين، ولا غنى عن أي منهما للفتى والفتاة.
وندعو كل فتاة أخلاقها طيبة أن تتوج ذلك الخير الذي عندها بلزوم الحجاب والتمسك بآداب السنة والكتاب، ومرحباً بك في موقعك ولن نتضايق من سؤالك، ولا من أسئلة إخوانك وأخواتك، وستجدون صدورنا مفتوحة لاستقبال ملاحظاتكم مهما كانت، ونحن سعداء بهذا التواصل، ومرحبا بك في كل وقت وحين.
أما بالنسبة لملاحظتك فهي في محلها، والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات، ونحن نحرص على الدين؛ لأن التغيير يحتاج لصبر ووقفة وحكمة وليس بالأمر السهل، فإذا ظهر لنا أن الشاب صالح في نفسه يمكن أن يصلح غيره وكانت الزوجة من أرحامه، فإننا نفضل أن يتزوجها ويجتهد في إصلاحها، وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة، أما إذ لاحظنا أن الالتزام المذكور ضعيف والطريقة التي قامت عليها العلاقة هشة فإننا نطلب من كل طرف أن يقدم الدين.
ولا يخفى عليك أن المفتى والمستشار ينظر في الحالة ويحكم عليها حسب الملابسات والقرائن، ولا يصح أن ينقل إجابته لفلان بحذافيرها إلى فلان، وهذا الأمر كما يفعل الطبيب، فقد يكون المرض واحد لكن الطبيب يعطي كل مريض الدواء الذي يناسبه.
ونحن نشكرك على ثقتك في الموقع، ونحمد لك هذا التفاعل، ومرحباً بك وبملاحظاتك، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وبالله التوفيق والسداد.