الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأتفق معك تماماً أنك تعاني من الكثير من الأحلام اليقظة، ولديك التخاطب الذاتي الوجداني والانفعالي مرتفع جدّاً، كما أن الطاقات الذهنية الداخلية لك من الواضح أنها أيضاً فيها الكثير من التشوهات، ومن الجائز أيضاً أن أقول الانحراف النفسي الداخلي في هذه الأفكار، ولا نقصد هنا بكلمة الانحراف الانحراف بمعناه المفهوم، ولكن نقصد الخروج عن الجادة وعدم تتطابق الفكر مع الواقع.
أنا أعتقد أيضاً أنه لديك أبعاد في شخصيتك خاصة البعد الوجداني، ربما يكون متأرجحاً وغير منتظم، لا أقول أنك تميل إلى ما يعرف بتهيؤات العظمة ولكن لديك أيضاً اضطراب في بُعْد الشخصية.
أيها الأخ الفاضل! هذه الأشياء تؤدي كثيراً إلى الانشغال وتؤدي إلى تطاير الأفكار حين يأتي الإنسان لواقع الحياة وحين يتواصل مع الآخرين، كما أنها تؤدي إلى الكثير من التشتت الذهني وعدم المقدرة على التركيز، وهذا سوف ينتج عنه نوع من القلق الثانوي؛ حيث أن الإنسان في مثل هذه الحالة يكون لديه ما يعرف بازدواجية التوجه، لديه توجه خاص مع ذاته ولديه توجه آخر مع الآخرين، وهذه الأمور ربما تتداخل وتتشابك مع بعضها البعض.
لا أستطيع أن أقول إن هذه علة مرضية حقيقية ولكنها بالطبع ظاهرة نفسية هامة، وكثيراً ما تختفي وتنقضي هذه الذاكرة بمرور الزمن ومرور الوقت وتقدم وتتطور العمر، ولكن لابد أن تسعى مع نفسك وأن تغير من حالك، فالأمر بيدك في نظري لدرجة كبيرة.
حين تأتيك هذه الأفكار وحين تكون جالساً بمفردك وحين ترى أن الفكرة ليست واقعية وليس من المستحسن الاسترسال أو الاستمرار فيها؛ فعليك أن تقول مع نفسك: قف قف قف، وتقوم –على سبيل المثال– بأي حركة كالضرب على جسم صلب بيدك بقوة.. هذا إن شاء الله يؤدي إلى نوع من الارتباط الشرطي المخالف، وهذا في حد ذاته يساعد كثيراً.
أرجو أن تجري أيضاً نوعاً من الحوارات مع نفسك، هذه الحوارات تكون قائمة على ما هو الواقع، وعليك أيضاً أن تحدد أهدافك وتسعى للوصول لهذه الأهداف، ولابد أن تتسم الأهداف بالواقعية في مضمونها ومفهومها وفي آلياتها.
سيكون من الجميل أيضاً أن تشغل نفسك بالقراءات المفيدة وبالتواصل الاجتماعي وبممارسة الرياضة.
فيما يخص الضحك في أثناء الصلاة، هذا بالطبع أمر لا يمكن السكوت عليه ولابد أن يعالج، ويعالج بالتصميم مع الذات، وعليك أيضاً أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ حيث أن الشيطان ربما يؤدي إلى ذلك في كثير من الأحيان.
ما قاله والدك بخصوص السحر وخلافه، فالسحر موجود، والعلل الطبية أيضاً موجودة في ذات الوقت، وكلها ربما تظهر في أعراض مماثلة ومشابهة، فعليك أخي أن تأخذ بما نصحتك به، ولا بأس من أن ترقي نفسك بنفسك، أو تطلب من أحد الإخوة الراقين المعروفين بعلمهم وتقاهم أن يقرأ عليك، وعليك أيضاً أن تكثر من الأذكار والاستعاذة بالله من الشيطان، وأن تكون حريصاً في عباداتك، وأن تسأل الله أن يحفظك من كل مكروه.. هذا هو المطلوب، وهناك استشارات عن الرقية وفوائدها وكيفيتها بإمكانك الاطلاع عليها وهي على الأرقام (
236492-
247326).
أخي أيضاً سوف تستفيد كثيراً من تناول الأدوية البسيطة المضادة للقلق؛ حيث أنها تقاوم هذه الأفكار؛ الأفكار المبعثرة والأفكار المتطايرة والتي تشغلك كثيراً، من الأدوية البسيطة والجميلة جدّاً عقار يعرف باسم موتيفال، يمكنك أيضاً أن تتناوله وهو جيد –كما ذكرت لك– وجرعته هي حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عنها.
سيكون أخي من الجميل أن تناقش الوالد وأن تقنعه بأنك إن شاء الله سوف تحاول أن تغير من طريقة تفكيرك، وإذا وافق على ذهابك للأخ الدكتور طارق الحبيب فهذا حسن، وإذا لم يوافق في نظري يمكنك أن تتبع الإرشادات السابقة، وبالرغم من بساطتها إلا أنها فعّالة جدّاً، وتناول الدواء الذي ذكرته لك، وأنت الحمد لله لديك اهتمام بالمهارات الاجتماعية والفكرية، وهذا بالطبع يتأتى بالممارسة والمثابرة وقوة الإرادة، فأرجو أن تكون حريصاً في ذلك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
ولمزيد فائدة عليك بمراجعة هذه الاستشارات (
236492-
247326).
وبالله التوفيق.