كيفية التعرف على الخاطب وفق الضوابط الإسلامية؟
2006-09-11 12:36:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كيف يمكنني أن أتعرف على الشخص الذي تقدم لخطبتي في ظروف إسلامية؟ وفي حالة أن هنالك شخص يبدو جيداً وصالحاً ومتديناً وقد مدح فيه من قبل القريبين منه، ولكنه يريد التعرف علي قبل أن يقدم على أي خطوة رسمية، وما دام في الجامعة فلا أظن أن الأمر إن حدث سيكون غير صحبة -أي أننا إن حدث ووافقت التعرف عليه فسيستغرق هذا وقتاً طويلاً- وهذا يصبح صحابة وحراما، خاصة وأن الشباب أصبح لا يثق في الشابات إلا إذا تعرف عليها بنفسه، وتأكد من أنها جيدة أو صالحة، ثم يقدم على خطوة رسمية فيما بعد، وكل هذا غير شرعي، وأنا لا أريد أن أقع في الخطأ وأتخذ صاحباً حتى ولو كانت نيتنا صافية ومتدينين.
أرجو النصيحة، وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يزيدك حرصاً، وأن يلهمك السداد والرشاد، وكم نحن سعداء بهذه الطريقة في التفكير، وقد أحسنت، فإن صحبة الفتاة للفتى لا تكون إلا بعد الرابط الشرعي، أما العلاقات قبل الارتباط فهي محرمة ولا فائدة فيها، لأنها تقوم على المجاملات والخداع، ويجتهد كل طرف في إظهار الحسنات فقط، وهي خصم على سعادة الزوجين مستقبلاً؛ لأن الشيطان سوف يزرع الشكوك.
وإذا كانت سمعة الفتى طيبة بين الناس، فالناس هم شهداء الله في أرضه، وينبغي للشاب أيضاً أن يتعرف على أسرة الفتاة ويستدل على أخلاقها بأخواتها وإخوانها، وبالسؤال عن أخبارها وبإرسال من تأتيه بما خفي من حالها.
ولا شك أن ما يفعله الشباب هو أحد أسباب عزوفهم عن الزواج؛ لأنه سوف يصل إلى مطالبه بدون زواج، فلماذا يستعجل، كما أن التعارف المزعوم هو سبب الشكوك والظنون التي تهدد البيوت؛ لأن كل تنازل تقدمه الفتاة يأتي الشيطان للشاب ويقول: وما المانع أن تفعل هذا مع غيرك؟ ويؤسفنا أن نقول إن بعض الشباب يعرض بنات الناس للفتن، ويقول حتى أرى هل تستجيب أم لا؟ وهذا فيه ظلم وجور وفسوق، وذلك لأن المرأة ضعيفة والذئب يراودها بعد أن خدعها بكلمات الحب، وبعد أن وعدها بأنه لن يتركها، وبأنه وبأنه.
ومن هنا فنحن ننصحك بالمحافظة على ما عندك من الخير والحياء، واعلمي أن الرجل يستطيع أن يتعرف على الكثير من خلال محارمه وجيران الفتاة، كما أن الخيرات لا تخفى والناس شهداء الله في أرضه، وقد أحسن من قال:
دلائل الخير لا تخفى على أحد كحامل المسك لا يخلو من العبق.
وأرجو أن يعلم الجميع أن المعرفة الحقيقية لا تكون إلا بعد الدخول إلى معترك الحياة بجراحها وأفراحها ومسؤولياتها، وإنما يظهر الذهب الحقيقي إذا عرض على النيران، وما من فتاة ترفض بعد تقديم التنازلات إلا ويرفع الله قدرها في نفس خطيبها، ويعمق ثقة أهلها فيها مع ما تناله من الأجر.
ونسأل الله أن يجمع بينكما في الخير، وبالله التوفيق.