أسباب الفشل في تحقيق أهدافنا في الحياة
2006-08-25 08:34:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا أقلق كثيراً ولم أكمل دراساتي، ولم أعش حياتي هنيئاً كما أريد وخططت لها، وذلك لأني تزوجت وتركت الدراسة لمدة سنة، بعد ذلك قالت حماتي: لماذا لا تنزلين كل يوم؟ فحاولت أن أتفاهم مع زوجي أن عندي أطفالاً، ولا أريد أن أنزل كل يوم؛ لأن عندي دراسة، وبدل ما يتفاهم معي عمل مشاكل معي بسبب ذلك.
وأنا كنت جاهلة ولا أعرف ما هو الصح، وبعد مرور 4 سنوات، تذكرت أني أضعت 4 سنوات على لا شيء، والآن أنا ندمانة ندماً شديداً أني لم يكن لي إرادة قوية لفعل ذلك، وأظل في البيت، وأدرس وأخطط لمستقبلي، ونفسي أن أنتقم ممن ضيعوا سنواتي على الفاضي، ولا يمر يوم إلا وأنا ندمانة وأريد الانتقام، وبعد ذلك أتوب وأستغفر، فيبدأ الإحباط عندي شديداً؛ لأني أندم على السنوات التي ذهبت، وعمري زاد ولم أفعل شيئاً مما أرغب، فلا أعرف ما هو الصح؟ ولا آخذ بنصيحة أحد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا تلومي أحداً على ما لم يعطك الله، وتذكري أن الكون ملك لله، ولن يحدث إلا ما قدره وأراده، فلا تَدوري حول نفسك، وانظري للمستقبل، واعلمي أنك تستطيعين فعل الكثير بتوفيق ربنا القدير.
واعلمي أنك لم تُضيعي الكثير، وقد هيأ الله لك العشير، فكوني عوناً له على طاعة الله، فإنه نعم المولى ونعم النصير، وعاملي أهله بالحسنى، واقبلي باليسير، وعمري حياتك بذكر الله والصلاة والسلام على البشير، واشكري ربك وتجنبي التقصير، ولا تقولي: لو أني فعلت كذا وكذا كان كذا، ولكن قولي بلسان أهل الإيمان: (قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) وشغل الشيطان هو أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم إلا بشيء قدره مالك الأكوان.
ولا تفكري في الانتقام، وراقبي من لا يغفل ولا ينام، واعقدي العزم وسيري للأمام، وحددي أهدافك، وتوكلي على ذي الجلال والإكرام، وافعلي الأسباب وسيري للأمام.
وأرجو أن تكون الأهداف معقولة، وأن يكون سيرك إليها معتدلاً، ولا تكلفي نفسك فوق طاقتها فيدركها الكسل والملل، ولا يخفى عليك أن النظر إلى الوراء وتجديد الأحزان لا يفيد في بلوغ الأهداف السامية، واعلمي أن الفشل هو خطوة في طريق النجاح عند من يأخذ العبرة ويمضي، فإن المؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، ونحن نتمنى أن تنظري إلى من هم أسفل منكم في كل أمور الدنيا، فإن ذلك يورث الرضا، ويعرف المؤمنة على ما أولاها ربنا من النعم، فعندها ترضى وتشكر، ولا تنظري إلى ما عند الأخريات، واعلمي أن كل إنسان له نعم يتقلب فيها، والسعيد هو الذي يعرف نعمة الله ليؤدي شكرها.
ونحن ننصحك بتقوى الله، وبتجديد التوبة، والإكثار من الاستغفار، والاستماع لنصح الصالحات، فإن الإنسان إذا شاور إخوته أضاف عقولهم إلى عقله، وهذه هي أرفع المراتب، وهي أن يكون للإنسان رأي سديد، وهو مع ذلك يحرص على الاستماع لما عند الآخرين ومشاورة المسؤولين.
وأرجو أن تعلمي أن قيمة الإنسان هي ما يحسنه، والمؤمنة تعمل وتبدع حتى آخر لحظة في حياتها، وهذا رسولنا يحضنا على ذلك ويقول: (إذا قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل).
والله الموفق.