فشل ولدي في الدراسة والعمل
2006-08-07 11:04:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
لدي ابن يبلغ من العمر 19سنة وقد فشل في التعليم المدرسي؛ حيث أنه ترك المدرسة في الصف الثاني المتوسط، مع العلم أنه أعاد الصف الأول ثلاث مرات، ثم أعاد مرتين في الصف الثاني المتوسط وبعد ذلك ترك المدرسة! مع العلم أنني أنا ووالده لم نقصر معه في شيء، وقد ألححنا عليه كثيراً في إكمال الدراسة ولكن دون جدوى! وقد تكلم معه أعمامه وأخواله في هذا الشيء ولكن دون جدوى؛ وذلك بسبب ادعائه بأنه لا يستطيع الحفظ ويكره المدرسة.
بعد ذلك قرر العمل، وعمل وبعد ثلاثة أشهر ترك العمل، ثم عمل بأكثر من وظيفة ولفترة لا تتجاوز الشهر، وفي كل عمل يخبرنا بحجة ومضايقات تأتيه في العمل ونقوم بنصحه ولكن دون فائدة!
وهو جالس الآن في المنزل، ولا يحترم أبويه على الإطلاق ولا حتى أخواله أو أعمامه، مع العلم أنني لا أدلـله أو أعطيه متطلباته ولست قاسية عليه؛ لأنه الولد الوحيد بين أخواته البنات، وأنا ووالده نخاف على مستقبله! فأرجو نصيحتي بما ترونه مناسباً حول موضوعي هذا.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يسهل أمر هذا الولد.
فإن دعوة الوالدين أقرب للإجابة، والله تبارك وتعالى يعطي الصادقين المخلصين ما طلبوه وزيادة، فأكثروا من اللجوء إلى من يوفق للخير ويرزق الهداية، وحرضوه على الصلاة وشجعوه للتوبة والإنابة، واعلموا أن الله خلقنا للعبادة، وتكفل سبحانه بالأرزاق ووعد السائلين بالإجابة.
وأرجو أن تعلموا أن تعثر هذا الشاب في دراسته وتردده في الاستقرار في عمله ليس نهاية المطاف، فإن أبواب الرزق واسعة، فشجعوه على تكرار المحاولات، ولا توبخوه أو تكثروا من لومه حتى لا يتأثر سلباً بما حصل، وسوف يأتيه ما قدره له ربه في الوقت الذي أراده سبحانه.
واحرصوا على أن تحاوروه بهدوء، وأبعدوا عنه قرناء السوء، ونحن نتمنى ألا تظهروا خوفكم عليه، فإنه لا زال في بداية الطريق، وافتحوا له أبواب الأمل، ولا تكسروا فيه معاني العزة والرجولة، ولا تسمعوه ما يكره، واحترموا مشاعره حتى لا يزيد في تمرده، فإنه يشعر بالإحباط، ولا تدفعوه للهروب من المنزل، فإن ذلك طريق للانحراف.
وحبذا لو خرج به والده إلى بيت الله الحرام، وشجعوه على تلاوة القرآن والالتزام، واستمعوا إلى كلامه وقابلوه بالاهتمام، ولا تقارنوه بغيره فكلٌ ميسر لما لخلق له، وذكروه بأنكم تحبونه ولذلك فأنتم تحرصون على ما يصلحه في مستقبل الأيام، واعلموا أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لذي الجلال والإكرام، وأن الإنسان يرى أثر طاعته في بيته وولده.
ونحن نتمنى أن تجتهدوا في معرفة الأسباب الحقيقية لتركه للعمل، وتحاولوا زيارته في مقر عمله للوقوف على الوضع في ميدان العمل، فإن ذلك يذهب وحشته ويساعده على الاستمرار، وحبذا لو وجدتم من يقف إلى جواره من الأخيار حتى تثبت قدمه ويعتاد على بيئة العمل.
ونسأل الله أن يسهل أمره وأن يغفر لنا وله، وبالله التوفيق.