رعشة وعرق وخفقان عند إمامة الناس في الصلاة بالميكرفون!
2006-07-26 13:14:43 | إسلام ويب
السؤال:
مشكلتي هي أني لا أستطيع أن أكون إماماً في الصلاة، وخاصة في المسجد الذي يوجد به الميكروفون، فتأتيني رعشة وتعرق وخفقان بالقلب وقلة في التنفس، وربما ينقطع صوتي من الرهبة، وأشعر أن رجلي لا تقوى على حملي.
ذهبت إلى طبيب نفسي فوصف لي الزيروكسات، واستخدمته حوالي أربعة أشهر، وجدت فائدته ولكن لم تكن بالقوية، ثم وصف لي دواء البروزاك واستمريت استعمله حوالي 9 أشهر، ووجدت فائدة كبيرة بمقدار حبة يومياً، ثم بعدها لم أراجع الطبيب، وبدأت بترك العلاج تدريجياً لمدة شهرين بواقع حبة يوماً بعد يوم، وبصراحة بدون اهتمام، وأنا تركته منذ 4 أشهر، وحالة الخفقان والتعتعة رجعت لي في الصلاة الجهرية فقط، وأنا أريد أن أخرج أمام الناس بالميكرفون وأتحدث ولكن لا جرأة لدي.
مع العلم أني مدرس منذ عشر سنوات، وأقف أمام طلابي بصورة عادية جداً، ولكن لا أستطيع ذلك الوقوف في الطابور وبالميكرفون، وأنا قليل الحديث مع زوجتي، ودائماً تشتكي من ذلك، ربما تمر ثلث ساعة، ولا أنطق معها بشيء، أما مع الآخرين فالأمر عادي جداً، ولدي أبناء، الكبير منهم دائماً أعصب عليه وأتكلم عليه ولا يجد مني قبلة واحدة، بعكس إخوته، وعمره 8 سنوات، فما الحل؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبده حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد،،،
فأخي هذه الأعراض التي وصفتها هي بالتأكيد من صميم أعراض الرهاب أو الخوف الاجتماعي، وهذا الخوف الاجتماعي يعالج دائماً عن طريق المواجهة وعدم التجنب، والمواجهة يا أخي تكون أولاً في الخيال، بمعنى تتخيل أنك أمام جمع كبير من الناس ويجب أن تستمر في هذا التخيل لمدة نصف ساعة على الأقل، وتتخيل أنك تخطب أو أنك تتحدث أمامهم أو أنك تلقي محاضرة، وأنك سوف تصلي بهم وأنك قد طلب منك – على سبيل المثال – أن تقوم بالصلاة في مسجد كبير وسط أناس أو مصلين لا تعرفهم، أرجو أن تعيش هذه التخيلات بتمعن وقوة ويقين على أنك سوف تستفيد منها، كرر هذا التفكير بصفة دائمة؛ لأنه سوف يساعدك كثيراً.
الجانب الثاني: بالنسبة لعدم حديثك مع الزوجة، وأنك تتعصب كثيراً، هذا بالطبع ناتج من حالة القلق والعصاب التي تعاني منها، وربما يكون أيضاً هنالك نوع من الاكتئاب البسيط، حيث أن هذه الحالات تكون كثيراً مصاحبة لحالات الرهاب أو الخوف الاجتماعي.
إذن يا أخي أنت محتاج للأدوية ولا بد أن تلتزم بها التزاماً قاطعاً، حقيقةً الذي أرجوك أن تتناوله هو البروزاك بمعدل كبسولة واحدة في الصباح، هو علاج جيد جدّاً، وتضيف عليه دواء آخر يعرف باسم زولفت أو لسترال، وجرعته هي 50 مليجراماً ليلاً، إذن تأخذ كبسولة واحدة من البروزاك في الصباح، وحبة واحدة من الزولفت ليلاً، وتستمر على هذا العلاج لمدة لا تقل عن سبعة إلى ثمانية أشهر، بعدها يمكن أن تتوقف عن البروزاك وتستمر على الزولفت لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وبعد ذلك تخفض جرعة الزولفت لتصبح حبة يوماً بعد لمدة شهرين، ثم تتوقف عن هذا الدواء.
أخي: الالتزام بالعلاج مهم جدّاً؛ لأن التحول الذي يحدث عن طريق البناء الكيميائي لا يمكن أن يتم إلا إذا واظب الإنسان والتزم بالدواء كما هو مطلوب.
أخي: أيضاً لا بد لك أن تقوم بعلاجات سلوكية أخرى، على سبيل المثال: يمكنك أن تتحدث حديثاً بسيطاً للمصلين بعد صلاة العصر مثلاً أن تقرأ عليهم حديثاً أو تقوم بموعظة ما.. وهكذا، ابدأ بهذه واجعلها صفة يومية، هذا إن شاء الله سوف يعطيك الشعور بثقة في نفسك، وحين تأتي إلى الصلاة تذكر دائماً أن الله قد أكرمك بهذا المقام، فهذا مقام ليس بالسهل ولا يتاح لكل إنسان، وأنت إن شاء الله مؤهل لذلك ولديك القدرة، ولديك القدرة على مواجهة الطلاب، ويعرف أن الطلاب أصعب من المصلين، فأنت الحمد لله بخير، عليك فقط أن تثق بنفسك وأن تواجه الخوف أولاً في الخيال مع عدم التجنب في الواقع، ولا بد لك أن تنتظم انتظاماً قاطعاً في الدواء، صدقني إذا انتظمت في هذه الأدوية، فسوف تشعر بعد شهر أو شهرين أنك الحمد لله في أمان الله وأن أعراض الخوف قد ابتدأت في الانتهاء بصورة قاطعة.
هنالك حقيقة يا أخي لا بد أن أؤكدها لك أن الخوف الاجتماعي لا يدل على ضعف الشخصية، ولا يدل على قلة الإيمان، هي حالة مكتسبة تحدث لبعض الناس وربما يكون هنالك مسببات لها كالاستعداد في الشخصية، وهنالك أيضاً دراسات تدل أن هنالك تغيراً كيميائياً يحصل في أجزاء معينة في المخ، ولذا ننصح دائماً بتناول الدواء، وعليه أرجو أن تلتزم بعلاجك.
وبالله التوفيق.