كيف أتعامل مع زوجتي وهي شديدة الغضب، ولا تبادر بالصلح؟
2024-10-30 23:15:58 | إسلام ويب
السؤال:
زوجتي جميلة في كل شيء، عدا أنها وقت الجدال أو الخلاف تتعصب جداً، ولا تتصالح بسهولة، أصالحها مرة ومرتين وثلاثاً، وهذا يؤثر على نفسيتي جداً، وكرامتي.
ما هو الموقف الشرعي في التعامل معها؟ هل أتجنبها وأتركها غضبى من باب العقاب، أم أتحمل هذا العيب من باب استمرار الحياة؟ وهل لو تغاضيت عنها سيمس ذلك كرامتي، أو يجعلها تعاند أكثر؟ وما هي الطريقة الصحيحة للتعامل في مثل هذه المواقف؟
ولكم الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونشكر لك الثناء على هذه الزوجة، ونسأل الله أن يُعينك على حُسن التعامل معها، وأرجو أن تذكر لها هذه الإيجابيات ثم تطلب منها ألَّا تُطيل معك الخصام؛ لأن هذه صفة أيضًا ينبغي أن تتخلص منها حتى تُكمل ما عندها من صفات وخصال مقبولة وجميلة شرعًا وعرفًا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُؤلِّف القلوب، وأن يغفر الزلَّات والذنوب.
حقيقة نحن بدايةً ندعوك إلى تفادي الأمور التي تُثير غضبها، وهي كذلك تتفادى الأمور التي تُغضبك، وهذا ما قاله أبو الدرداء لزوجه ليلة بنائه بها رضي الله عنهما: (إذا غضبتُ فرضني، وإذا غضبتِ رضَّيتُك، وإلَّا لم نصطحب).
الإنسان لا ينبغي أن يشعر أن العلاقة الزوجية فيها نديَّة، أو يشعر فيها بذهاب الكرامة؛ لأن كرامتنا في طاعتنا لربنا تبارك وتعالى.
الناس في طرائقهم في الغضب وفي طرائقهم في الرضا يختلفون، وطبعًا أفضلهم الذي لا يغضب بسرعة ويرجع بسرعة إذا غضب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعيننا على التخلُّق بآداب وأحكام هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
عليه: أرجو ألَّا تنظر أن هذا فيه نقص من الكرامة؛ لأنه كما قلنا كرامة الزوج في طاعته لله، وكرامة الزوجة في طاعتها لله تبارك وتعالى، وليس بين الزوج والزوجة مثل هذه الأشياء التي ربما ينفخ فيها الشيطان من أجل أن يُشعل العداوة والكراهية.
نرجو أن تُشجع زوجتك للتواصل مع الموقع حتى تسمع النصيحة من طرف محايد، فإن إطالة الغضب وعدم القبول بالاعتذار، هذا جانب ينبغي أن تتخلص منه؛ لأن المؤمن ينبغي أن يكون حريصًا على ألَّا يغضب، وإذا غضب يتعوذ بالله من الشيطان، يُمسك اللسان، يَهْجر المكان، يُصلِّي، يسجد لله تبارك وتعالى، يتوضأ ... الآداب التي علَّمنا إيَّاها رسولنا -صلى الله عليه وسلم- عند الغضب.
أمَّا أن تُطيل الغضب وتُعكِّر صفو البيت؛ فهذا ما لا نريده، ولكن نتمنى أن تجعلها تتواصل مع الموقع حتى تسمع التوجيه بنفسها، ونستمع أيضًا إلى وجهة نظرها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
التعامل الصحيح بالدعاء بتفادي ما يُغضب، ثم بعد ذلك بالتذكير بالله في أوقات الهدوء، واذكر ما فيها من إيجابيات، ودائمًا نقول: "أنتِ عندكِ أشياء جميلة، ولكن أتمنى لو تنتبهي لهذا الموقف"، وهذا لا يقال عند الغضب، وإنما في لحظات الرضا والسعادة.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.