الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يرفع عنك ما أنت فيه، وأن يشرح صدرك وييسر أمرك.
ما تصفه هو حمل ثقيل من المشاعر والهموم، التي يبدو أنها تراكمت عليك على مدار السنوات، حتى أصبحت تؤثر بشكل عميق على حياتك وعلاقاتك الشخصية، وحتى علاقتك مع الله سبحانه وتعالى.
في البداية: نود أن نطمئنك أن ما تمر به هو أمر قابل للتحسن بعون الله، وأن الله عز وجل يبتلي عباده ليعودوا إليه أقوى وأشد تعلقًا به، سنقوم بمساعدتك في تفكيك هذه المشاعر والظروف التي تمر بها، ونبدأ بخطوات عملية تجمع بين الجانب النفسي والروحي.
من خلال وصفك: يبدو أن ما تشعر به يمكن أن يكون نتيجة لتداخل عدة مشكلات نفسية واجتماعية وروحية، وهناك عدة علامات تشير إلى احتمالية أنك تعاني من الاكتئاب أو القلق العام، وربما الإحباط المعنوي، الذي قد يؤدي إلى عدم الرضا عن النفس، والشعور بفقدان البركة، والانعزال عن المجتمع والأسرة.
إليك بعض الأعراض التي قد تكون دالة على هذا:
- مشاعر مستمرة من الحزن والكراهية للنفس.
- انعدام الاستمتاع بالأشياء التي كنت تحبها، سواء العمل أو الحياة العائلية.
- سرعة الغضب والعنف المحتمل، تجاه النفس أو الآخرين.
- الشعور بالعزلة والانفصال عن الآخرين.
- الإحساس بفقدان الهدف في الحياة، والشعور بعدم جدوى المحاولة.
- الإرهاق الروحي، بما في ذلك صعوبة في أداء العبادات، والشعور بأن الله لا يستجيب للدعاء.
إذا كنت تشعر بأن هذه الأعراض تصف حالتك، فقد يكون من المفيد التوجه إلى مختص في الصحة النفسية، لتأكيد التشخيص والبدء في خطة علاجية مناسبة.
هناك خطوات يمكنك اتباعها لاستعادة الطمأنينة القلبية، والشعور بالقرب من الله:
- عليك بالتوبة النصوح، واعلم أن الله يغفر الذنوب جميعًا إذا أخلص العبد في توبته، قال الله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له) (الزمر: 53 - 54).
- الزم الاستغفار المستمر، فالاستغفار ليس فقط للمغفرة، بل هو سبب في فتح أبواب الرزق والبركة في المال والوقت، يقول تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) (نوح: 10-12).
- أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا)، وهي وسيلة عظيمة لراحة القلب.
- البحث عن أصدقاء صالحين يعودون بك إلى الخير، ويكونون دعمًا لك في رحلتك.
- قد تشعر أن علاقتك مع زوجتك وبناتك قد فقدت حيويتها، ولكن -بفضل الله- يمكن تحسين هذه العلاقة، ابحث عن سبل للتواصل معهن بلطف وصبر، واعلم أن القيادة الأسرية تبدأ منك، وحاول أن تجعل بيتك مكانًا للهدوء والسكينة، ولو بتغييرات صغيرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
- الصبر هو مفتاح الفرج، قد تشعر بأن الله لا يستجيب دعاءك، ولكن اعلم أن الله حكيم ويؤخر الأمور لحكمة، استمر في الدعاء، وثق أن الفرج قريب -بعون الله-، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها).
- خصص وقتاً يومياً للتفكر في نعم الله، وحاول وضع خطة بسيطة لإدارة الوقت والمال، تشمل الاستغفار والصلاة في وقتها، واطلب المساعدة من مرشد أو متخصص، في حال استمرار المشاعر السلبية.
- حافظ على تمارين التنفس الاسترخائي (
2136015).
تذكر أن ما تمر به هو ابتلاء، وقد قال الله تعالى: (إن مع العسر يسراً) ابدأ بخطوات صغيرة نحو التغيير، واستعن بالله ولا تعجز.
يسر الله أمرك، وفرج الله همك.