تقلبات في المزاج وتهور في التصرفات.. ما علاج ذلك؟
2024-09-29 23:27:01 | إسلام ويب
السؤال:
أول شيء عندي تشتت مستمر لدرجة إني مرة في امتحان الثانوية العامة سَرحت 3 مرات، وخلطت في الإجابات، أَسْرَح تحت أي ظرف، مندفع جدًا، ولا أحسب المخاطر، وأكون عارفًا أني سأندم، ورغم ذلك أفعلها، وأندم، ثم أعود لأكملها.
لدي نسيان غير مبرر، أنسى ما كنت سأفعل، أو سأقول بسبب كثرة الأفكار بطريقة مزعجة، مما يجعلني أضطرب في الكلام؛ لأنه لا فكرة ثابتة في رأسي، فأصبح غير متأكد مما كنت سأقول!
أحيانًا أبحث عن شيء وهو في يدي، وأي شيء يلفت انتباهي يجب أن أراه؛ حتى أقل حركة قد تشتت تفكيري، دائمًا مستعجل، ومُغضب، الثقة منعدمة، أتحرك كثيرًا وأنا جالس، خاصة لو كنت وحدي.
أشعر بالملل دائمًا، ولا أجد شيئًا يمتعني، فأبحث عن أي شيء ممتع، حتى لو كان خطرًا أو مضرًا، لإشباع رغبتي في الشعور بأنني بخير، لكنني أشعر بالذنب. لدي تقلبات مزاجية عنيفة، نومي قليل دائمًا.
أدوية الاكتئاب لم تجلب نتيجة أبدًا، الناس يقولون لي: "أنت بخير، لكنك مستهتر بنفسك". لا أحب الفوضى، لكنني دائمًا مبعثر؛ لأنني أتكاسل في ترتيب الأمور، أحب الليل؛ لأن أفكاري تهدأ قليلاً، لا أستطيع التوقف عن السرحان، حتى عندما يتحدث معي شخص؛ قد أركز في كلمة قالها وأنسى الباقي.
أقاطع الناس دائمًا خوفًا من أن أنسى ما أريد قوله، أحيانًا أشعر أنني أفهم ما يريد الآخر قوله، أفكر كثيرًا في أشياء غير مبررة، وخيالي واسع، جزء منه أسود، ويجلب لي الاكتئاب، لدي ذاكرة قوية جدًا، خطي سيء للغاية بسبب السرحان، وأخطئ في الإملاء؛ لأنني أكون في عالم آخر وأنا أكتب، وبرغم معرفتي بالكلمة الصحيحة، لا أُكمل أي شيء أبدأه.
دائمًا أركز على الرأي السلبي، حتى لو كان وسط مليون رأي إيجابي، وأقتنع به، أنا متناقض أحيانًا، وأكون مدركًا لذلك، لكني لا أعرف السبب؛ لأنني لا ألحق الكم الكبير من الأفكار التي تطير، والكثير منها ليس له أي معنى.
أنا متهور، لكن ليس بدرجة كبيرة، مزاجي متقلب، ولكن خلال دقائق، وليس أيام، أتناول أدوية ثنائي القطب، ولكن بدون نتيجة، عكس المنشطات.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدلي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
لا شك أن ما وصفت في سؤالك أمرٌ مزعج لك، وواضحٌ أنك تعاني منه، مع أنك في هذا العمر من الشباب، حيث إنك في الثامنة عشرة، وما زلت في الدراسة، ولا شك أن كل هذه الأعراض التي ذكرتها تُؤثِّرُ على أفكارك وشخصيتك، ودراستك وعلاقاتك مع الآخرين.
أخي الفاضل: ذكرت أنه وُصِفت لك أدوية الاكتئاب، وكذلك ذكرت أنك تناولت علاجات اضطراب ثنائي القطب، ولكن دون نتيجة، كما ذكرت.
أخي الفاضل: تمنينا لو ذكرت لنا الأدوية التي كنت عليها، أو ما زلت تتناولها، فنوعية الدواء أمر هام، إلَّا أنه من الأمور الهامة أيضًا جرعة الدواء، هل هي الجرعة الكافية؟ لأن علاج الاكتئاب وعلاج الاضطراب ثنائي القطب أصبح ممكنًا، ولكن لا بد من اختيار الدواء المناسب، والجرعة المناسبة، والمدة الكافية لمعرفة فيما إذا كان هذا الدواء بهذه الجرعة مناسب، أو لا، حيث نضطر أحيانًا إلى زيادة الجرعة أو نقصانها، وأحيانًا نضطر إلى تغيير الدواء.
أخي الفاضل: أؤكد عليك -وخاصةً أنك في هذا السنِّ- أن تعود للطبيب الذي شخَّص لك الاكتئاب، ووصف لك الأدوية، أو الطبيب -إن كان مختلفًا عن الذي شخص لك اضطراب ثنائي القطب، وأيضًا ووصف لك أدوية- نصيحتي أن تعود لأحد هذين الطبيبين، إن كانا مختلفين، تتحدث معه بما تحدثتَ به معنا في هذا السؤال؛ لأنه يُمكن أن يُعيد النظر في طريقة العلاج، سواء الدواء أو الجرعة أو المدة.
أخي الفاضل: أرجو ألَّا تتردد أو تتخوف من العودة إلى الطبيب مجددًا، لتنتهي -بإذن الله عز وجل- من كل هذه الأعراض، وتسير على الجادة الصحيحة في قضية علاج الاكتئاب، أو اضطراب ثنائي القطب.
واضحٌ من سؤالك -أخي الفاضل- أن ما تعاني منه هي حالة من الاكتئاب، ولو ذكرت لنا أمورًا أخرى لكنا علقنا على موضوع اضطراب ثنائي القطب.
أدعو الله تعالى أن يُيَسِّر أمرك، ويشرح صدرك لتعود للطبيب وتتحدث معه بكل هذه الأمور التي ذكرتها في سؤالك، فالعلاقة بينك وبين الطبيب يجب أن تكون فيها الكثير من الصراحة والحديث المباشر، كي يفهم طبيعة المشكلة، وبالتالي يستطيع أن يُساعدك بالشكل الأمثل.
داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.