هل أسمح لولدي بالمكوث عند أهل زوجتي غير المسلمين؟
2024-09-22 03:47:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا وزوجتي مسلمان، و-لله الحمد- ولكن أم زوجتي غير مسلمة (هندوسية)، وقد طلبت من زوجتي أن توافق على بقاء ابننا معها، لينام معها في بيتها، هل يجب علي أن أوافق أم لا؟
كذلك زوج أم زوجتي هو أيضاً هندوسي، ومتشدد، لدرجة أنه لا يسمح لنا بالصلاة في بيته.
أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لتربية ولدك، وأن يصلح لك ذريتك، نشكر لك تواصلك مع الموقع، كما نشكر لك اهتمامك وعنايتك بمعرفة الواجب عليك تجاه ولدك، ونسأل الله تعالى أن يتولى عونك في تربيته، وإحسان تنشئته.
لا شك -أيها الحبيب- أن الولد أمانة لدى والده، فهو واحد من رعيته؛ والله تعالى سيسألنا جميعًا عما استرعانا، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهل بيته، وهو مسؤول عن رعيته)، هكذا جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قد أمرنا الله تعالى بأن نقي أولادنا النار، فقال سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا)، والمقصود بهذه الوقاية أن نعلمهم الدين الإسلامي، وأن نحفظهم من المضلّات التي قد تصرفهم عنه؛ ولهذا فالواجب الديني عليك أن تحفظ هذا الولد من كل ما قد يضره أو يفسد عليه دينه.
لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد أمرنا بأن نأمر أولادنا بالصلاة، فقال عليه الصلاة والسلام: (مُروا أولادكم بالصلاة لسبع)، وقد أمرنا الله تعالى أيضًا أن نأمر أهلنا بالصلاة، وهذا ورد في آيات كثيرة في كتاب الله تعالى.
ما دام أهل زوجتك في هذه الحالة، فإنهم لا يؤتمنون على هذا الولد، ولا يصلح أن تتركه بين أيديهم؛ فإنه بلا شك سيترك ما ينبغي أن تفعله، مما أمرت بأمره من الصلاة ونحوها، كما أنه ربما يقع بالتعود على بعض المخالفات الدينية، فلا ينبغي أن توافق أبدًا على أن ينام لدى جدته.
ينبغي أن تحسن الاعتذار، وأن تتدبر الأمر في كيفية إبراز عذر يحافظ به على مشاعر جدته، ولا تُؤلمها أو تُشعرها بأن ذلك عقوقاً أو إساءة إليها؛ وإن كان هذا ليس مطلوبًا منك، إلا أن التودد إليها قد يكون سببًا لهدايتها، ومعرفتها بأخلاق الإسلام ومحاسنه، فحسن تعاملكم معها ربما يؤدي إلى اتخاذ النظر في الإسلام والتفكر فيه، وتكونون سببًا في هدايتها ونجاتها من النار.
أما الولد، فلا ينبغي أبدًا أن تتركه لهم مهما كانت الظروف والأحوال، فإن الله تعالى سائلك عن هذا الولد، فقد استرعاك إياه، وكلفك بالقيام بمصالحه، وجعل لك الولاية عليه؛ وسيسألك سبحانه وتعالى عنه.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.