الإحباط والشرود أثناء المذاكرة وتأثيره على المستوى الدراسي
2006-07-23 12:27:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم طالب جامعي،
أعاني منذ سنة من تراجع في مستواي الدراسي؛ نتيجة كثرة التفكير والشرود الذهني، حيث أنني لا قدرة لي على الحفظ، الشيء الذي يجعلني دائماً في تأخر.
بالإضافة إلى ذلك أصاب بإحباط شديد قبل الامتحانات مما يجعلني غير راغب حتى في الذهاب للامتحان، لم أعرض نفسي قط على طبيب نفسي، حاولت عدة مرات أن أتغلب على ذلك وحدي، أنا للعلم طالب مغترب، والبلاد التي أتواجد فيها هي بلاد مختلفة عن بلدي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Fahd حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن الدراسة تتطلب الالتزام، مهما كانت الظروف التي يعيش فيها الإنسان، وهذا الالتزام يقوم على اعتبار الهدف الذي يود الإنسان الوصول إليه، والهدف هنا هو التفوق والتميز، لابد أن يكون هذا هو هدفك، ثم بعد ذلك تطبق الآليات التي توصلك لهذا الهدف، والآليات هي أن تنظم وقتك بصورة صحيحة، قسط للراحة، وقسط للعبادة، وقسط للقراءة، وقسط للنوم، وقسط للرياضة، وقسط للترفيه والتواصل الاجتماعي.. وهكذا، هذه هي الطريقة الصحيحة.
أما بالنسبة للحفظ، فالحفظ يعتبر أقل المقدرات الإنسانية في عتبة التدرج المعرفي، إذن لا يشغلك الحفظ، ربما يكون لديك بعض القلق والشعور بالإحباط وهذا الذي جعلك لا تحفظ، أو أنك ربما تكون شارد الذهن، أو أنك لا تعطي الأهمية لما تقرأ، إذا لم أعط الأهمية لما أقرأ فلن أحفظ، إذن يجب أن تصحح مسارك بتنظيم وقتك ووضع هدفك، وهذا شيء ضروري.
الشيء الآخر: عليك بممارسة الرياضة، فالرياضة ترفع من الكفاءة النفسية، وهي تؤدي إلى النشاط الكيمائي المطلوب الذي يحسن التركيز.
سيكون أيضاً من المفيد أن أصف لك علاجاً دوائياً بسيطاً إن شاء الله يشرح صدرك وييسر أمرك، ويجعلك أكثر قوة على التركيز ويرفع من دافعيتك، هذا الدواء يعرف باسم بروزاك، هو من الأدوية الجميلة واللطيفة، والتي تزيد النشاط الذهني والنشاط الجسدي، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم 20 مليجرام لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفضه إلى كبسولة واحدة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عنه.
أما بالنسبة لكونك طالباً مغترباً، فأنت الحمد لله إذن صاحب رسالة، اغتربت من أجل العلم، وهذا هو أجمل أنواع الاغتراب، والآن أصبحنا في هذا الزمان اقتربت الناس في بلدان كثيرة ولكن من فضل الله أصبحت الأمور سهلة والتواصل سهل، وأرجو ألا تعتبر ذلك اغتراباً، أرجو في رأيي أن يكون هذا دافعاً قويّاً لك بأن ترجع ظافراً لوالديك ويفرحوا بك ويفرحوا بشهادتك وينشرح صدرهم، ولابد أن تعمل من أجل ذلك.
وبالله التوفيق.