أحفظ بسرعة وأنسى بسرعة كذلك، فما هي الأسباب والعلاج؟
2024-08-20 01:14:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أتعثر في حفظ القرآن الكريم، أحفظ وأنسى بسرعة جدًا! ما سبب ذلك؟ لأن هناك من قال لي إنها ذنوب، وهنالك عبارة منتشرة في الفيس: (إن الله لا يريدك).
هذا الموضوع تسبب لي بضغط نفسي شديد، فما سبب حفظي ونسياني في أسرع وقت؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة /سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيكِ على حرصكِ على حفظ القرآن الكريم وطلب العلم، أما مسألة النسيان أثناء حفظ القرآن فليست بالضرورة دليلاً على الذنوب أو أن الله لا يريدك -خاصة إن كنت لا تقعين في الذنوب كما نظن بك-، فلا ينبغي أن يكون ذلك مصدراً للقلق النفسي.
أسباب النسيان يمكن أن تكون متعددة، منها:
1. الضغط النفسي والقلق، فعندما يكون الإنسان قلقًا أو تحت ضغط نفسي، فقد يجد صعوبة في التركيز والحفظ.
2. نقص النوم أو التغذية، حيث إن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو عدم تناول طعام صحي، يمكن أن يؤثر على القدرة العقلية، بما في ذلك الحفظ.
3. عدم المراجعة المستمرة، فالقرآن الكريم يحتاج إلى مراجعة مستمرة، ولأننا بشر فقد ننسى ما حفظنا إذا لم نراجعه بانتظام.
4. طرق الحفظ، أحيانًا تكون طريقة الحفظ غير مناسبة، مثلاً، الحفظ بدون تكرار، أو بدون فهم المعاني، قد يؤدي إلى النسيان السريع.
إليك هذه النصائح الإضافية:
1. الإكثار من الدعاء والاستعانة بالله، فالله سبحانه وتعالى ييسر حفظ كتابه لمن يشاء، فأكثري من الدعاء بأن يثبت الله حفظك ويعينك على ذلك.
2. لا تظني بالله إلا خيراً، فالله سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك، وهو يحبك ويريد لك الخير، والنسيان لا يعني أن الله لا يريدك، بل قد يكون اختبارًا أو وسيلة لتعليمك الصبر والمثابرة.
3. قومي بتنظيم وقتكِ، بحيث تراجعين ما حفظتِ بشكل دوري، واعتمدي على طرق مختلفة في الحفظ، مثل الكتابة أو التكرار الصوتي.
4. حافظي على صحتك النفسية والجسدية، وحاولي أن تقللي من القلق والتوتر، أوقات الصلاة والدعاء وذكر الله تساعد على تهدئة النفس وزيادة التركيز.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (استعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) رواه البخاري؛ وهذا يشير إلى أهمية التدرج والاعتدال في الأمور، وعدم الضغط على النفس بشكل مفرط، فأنت في معية الله، يقول صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري.
أخيرًا، تذكري أن حفظ القرآن جهاد، وكل خطوة تخطينها في هذا الطريق تؤجرين عليها، فلا تجعلي الشيطان يثنيكِ عن هذا الطريق المبارك.
نسأل الله أن ييسر لكِ حفظ القرآن الكريم، وأن يثبتكِ عليه، وبالله التوفيق.