كيفية تجاوز اختلاف الطبائع بين الزوجين لتوفير حياة هادئة لهما
2006-07-17 11:44:07 | إسلام ويب
السؤال:
تزوجت قبل نحو سنة ونصف، بطريقة تقليدية، وخلال فترة الخطبة كانت الأمور تسير على ما يرام، بعد الزواج عصفت بنا الخلافات نظراً لاختلاف الطبائع وقلة الخبرة من الطرفين، وأسأنا كثيراً لبعضنا في التعامل، وقد فكرت أكثر من مرة في الانفصال، ولكن مخافة رب العالمين كانت تردعني، ورزقنا بطفل أيضاً.
المشكلة الأساسية أنني لم ألمس أي حب أو تقدير منها، ولم أجدها في يوم من الأيام ممتنة من شيء، رغم محاولتي بذل كل شيء لتحسين العلاقة، كذلك فهي لا تزن كلمتها في كثير من الأحيان، والمشكلة كذلك أني عصبي وسريع الانفعال وحساس، ولا أستطيع أن أكظم غيظي، وهو ما يجعل من أصغر مشكلة تكبر بسرعة ككرة الثلج.
أسعى اليوم لطي صفحة الماضي كي أستطيع أن أوفر الأمان المفقود لطفلي أولاً، وكي أكون قادراً على الاستمرار؛ لأن مرحلة الزواج الفاشلة أثرت علي كثيراً نفسياً وعملياً! فما السبيل إلى ذلك؟
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يصلح حالكم، وأن يلهمكم رشدكم وسدادكم.
فقد قال أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته ليلة بنائه بها: ( إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك وإلا لم نصطحب )، ولذلك فلابد من بعض التنازلات ليكون اللقاء في منتصف الطريق، ثم تمضي السفينة وهي تتفادى أمواج الغضب وصخور العناد، علماً بأن الحياة الزوجية لا تخلو من الأزمات، ومشاكلها ليست بدون فائدة إذا أحسنا التعامل معها وأعطيناها حجمها ووزنها المناسب، وحصرناها في إطارها الزماني والمكاني، وحرصنا على اختيار الأوقات المناسبة لمعالجتها، فالرجل يدرك من خلال المشاكل ما يغيض زوجته ويجعلها تتوتر، وهي كذلك تعرف ما يغضب زوجها فتبتعد عنه، وبذلك تتضح معالم شخصية الشريك، وتفهم نفسيته، وهذه هي بداية الطريق إلى السعادة الزوجية.
وقد أسعدتني رغبتك في فتح صفحة جديدة في حياتك الزوجية، وأرجو أن يكون هذا الشعور مشتركاً، ونحن نرحب بك وبأسرتك في موقعك، ونقول لك سوف يأتي اليوم الذي تصبح فيه كثيراً من هذه الأزمات مجرد تاريخ، وما أكثر التي قابلتها بعض الصعوبات ثم تبدل الحال بفضل صاحب العظمة والجلال، ثم بصبر عقلاء الرجال، وقد قال ربنا المتعال: ((فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ))[النساء:19]^.
ولا شك أن الطفل يتضرر جداً من المشاكل بين والديه، ويفقد الأمان، ويصبح مستقبله على مهب الريح، لا أنه تدركه عناية اللطيف سبحانه، ونحن نتمنى أن يراعي كل واحد منكما القواسم المشتركة، والتي منها بعد أخوة الإيمان وجود الوالدان، كما أن المشاكل الزوجية تلقي بظلالها على حياة الأزواج وعلى دورهم في البناء، وتعطل رسالتهم في الحياة، وهذه بعض الأمور التي تعينك بعد توفيق الله على تحقيق السعادة والحبور، وهي كما يلي:
1 - اللجوء إلى من يجيب من دعاه.
2- تذكر الإيجابيات وتضخيمها واتخاذها مدخلاً للإصلاح، وقد ذكرت لنا سلبيات زوجتك، ونحن نقترح عليك أن تقول لها أعجبني فيك كذا وكذا، وما أحسنت تصرفك في يوم كذا، ولن تعدم أشياء تمدحها بها، وليس الكذاب من يقول في مثل هذه المواقف خيراً أو ينمي خيراً، وحبذا لو صحب ذلك لمسات وهمسات، فإن مجرد وضع اليد في اليد يوصل من المشاعر الطيبة ما تعجز الأقلام عن تسطيره، والخطب عن توصيله.
3- عدم المحاسبة على الكلمة والتصرف بسرعة، فإن ذلك يتعب ويمرض، وكم من مريد للخير خانه التعبير فجلب عليه اللوم والتقصير، ولا زال التغافل من خلق الكرام.
4 - التعوذ بالله من شدة الغضب، وإدراك مصائد الشيطان التي ينصبها لهدم الحياة الزوجية، وكيف أنه يقرب ويلتزم الشيطان الذي يشعل الأزمات في البيوت.
5 - استخدام العلاج النبوي للغضب، وذلك بأن تتعوذ بالله من الشيطان وتذكر الرحمن، ثم تلزم الصمت وتغير هيئتك، فإن كنت واقفاً قعدت، وهكذا، وتحاول الخروج من المكان، ولكن لا تذهب إلى الأصدقاء ولا إلى الأقرباء، وحبذا لو ذهبت إلى بيت الله، كما فعل سيدنا علي رابع الخلفاء، حين اختلف مع الحبيبة الزهراء.
6 - انتقاء الألفاظ الجميلة عند التعامل مع الزوجة وتهيئتها نفسياً للفراش الذي يعتبر النجاح فيه من أهم عوامل السعادة الزوجية.
7 - معرفة نفسيات المرأة وما يعتريها من تغيرات نفسية، وطغيان الجانب العاطفي على تصرفاتها.
8 - تذكيرها بالله ومشاركتها في طاعة الله، كتلاوة القرآن، وقيام الليل والصيام.
9 - الحرص على حسن المعاشرة مع عدم استعجال النتائج.
10 - عدم إخراج المشاكل الزوجية خارج البيت، فإن ذلك يعقدها ويجعل حلها من الصعوبة بمكان.
11 - الاستعانة بالله والتوكل عليه، والبعد عن كل ما يغضبه.
12 - الصبر ثم الصبر ثم المثابرة.
ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.