زوجتي كلامها كثير وتتدخل في أمور الآخرين!!
2024-05-07 00:39:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب مسلم مهندس -والحمد لله- ميسور الحال، وبدايتي كانت صعبة، وزوجتي تحملت معي ذلك -والحمد لله-.
مشكلتي من زوجتي في كلامها الكثير، وأنا لا أحب ذلك، فهي تتحدث كثيرًا وتتدخل مع الناس في أمور لا تخصها، وتتسبب في المشاكل، تحدثت معها عدة مرات، ومبررها أنها لا تعلم بأن ما تفعله أمر خاطئ، وتقول: والدتي لم تعلمني ذلك، علمًا أن والدتها ووالدها توفاهما الله تعالى.
المشكلة أن إخوانها الصغار للأسف تربوا بدون دين وأدب ولا أي شيء، وزوجتي -الحمد لله- جيدة وخلوقة ومحترمة، ولا أعلم كيف خرجت من تلك الأسرة، ربما لأنها الكبيرة؟
مشكلتي هي تكرار المشاكل، ولا أجد من أشتكي له من أهلها، وهي اشتكت لعمي، وهي المخطئة، وتكرر ذلك أكثر من مرة وأمامي، حائر ولا أدري ماذا أفعل؟! عندي 3 أطفال، وعقلي يحدثني بالطلاق، خاصة أن لدي شقة أخرى أستطيع تأمينها لها وللأولاد مع المصروف، وفي نفس الوقت لا أرغب في ظلمها لأنها تحملتني.
ولا يمكنني أن أرتاح بسبب المشاكل مع أمهات الأولاد في المدارس، وأحيانًا مع أخواتها أو أقاربها، وفي كل مرة تعترف بأنها المخطئة وتعيد الأمر، أريد حلًا مع زوجتي، تعبت كثيرًا وجربت الخصام والهجران وهددتها بالطلاق دون جدوى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.
أولًا: نشكر لك حُسن خلقك وإنصافك لزوجتك، وصبرك على ما يأتيك منها من مشكلات ومزعجات، ولكن كن على ثقة أن صبرك هذا لا يضيع سُدىً، وأنك إذا احتسبت هذا الصبر في سبيل أن تحفظ أسرتك وتُحسن إلى هذه المرأة ابتغاء مرضاة الله تعالى، وأن تُحسن إلى أبنائك؛ فإنك بهذا العمل تتقرّب إلى الله تعالى، وصبرك هذا مدَّخرٌ لك في ميزان عملك، وهو من جملة الامتحان والابتلاء الذي يُصاب به الإنسان في هذه الحياة، فهذه الحياة لا تخلو من نكد وغصص تُكدّرُ صفوها، فهذه هي طبيعتها، وقد قال الشاعر:
طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدها ... صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ
ومكلِّفُ الأيَّامِ ضدَّ طباعها ... متطلِّبٌ في الماءِ جَذوةَ نارِ
فمن يريد حياةً لا إزعاج فيها ولا مشكلات فإنه يُكلِّفُ الأيام ضدّ طباعها، وهذه المشكلات تأتي على الإنسان بسببٍ أو لآخر، فبعض الناس لسبب زوجته، وبعض الناس لسبب أبنائه وبناته، وبعضهم لسبب عمله، وهكذا تتعدد المصادر التي يمكن أن تكون مصدرًا للإزعاج والقلق في هذه الحياة، ولكنها في الأخير حياةٌ لابد أن يكون فيها شيءٌ من الغصص.
فنحن نقول هذا حتى يتسع صدرك، ويسهل عليك الصبر، ومعرفة أنك في عملٍ إذا احتسبت أجره فإنه يصير بذلك عبادة، فيُعينك الله تعالى عليه، ويكتب لك أجره، وتحصد الثمار الطيبة من وراء هذا الصبر، والصبر مثل اسمه مُرٌّ مذاقته، لكن عواقبه أحلى من العسل.
فالطلاق بلا شك له أضرار على أطفالك، أضرار نفسية، وإنشاء الأطفال في أسرة مفككة؛ ممَّا يؤدي لتعرضهم إلى مخاطر كثيرة، أنت في غنىً عن هذا كلِّه، لا سيما وأنك قد أنصفت زوجتك، وذكرتَ أن فيها خصالاً كثيرة طيبة، وأنها قد صبرت معك على مُرِّ الحياة وصعوبتها زمنًا طويلًا، وأنت لا تجد منها نُفرة إلَّا من هذا الخُلق الذي كدَّر عليك صفو حياتك معها.
فنوصيك بوصية النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة، إن كَرِهَ منها خُلقًا رضيَ منها آخر)، يعني: لا يُبغض الزوج المؤمن زوجته المؤمنة، وينبغي أن يُقارن بين أخلاقها، فإذا وجد خُلقًا يسُؤوه ويُزعجه؛ فإنه سيجد أخَلاقًا كثيرة أخرى تُرضيه وتسُرُّه.
وبهذه الموازنة يُخفّف الضغط النفسي الذي يقع عليه من جرَّاء الخُلق السيئ، وممَّا يُثمره ذلك الخُلق من متاعب.
فنصيحتنا لك أن تواصل ممَّا أنت فيه من الصبر على هذه الزوجة، وأن تأخذ بالأسباب التي يمكن أن تُعدّل سلوكها، ومن ذلك دوام النصح لها والتذكير، والوعظ الديني، والاستعانة بمن يُحسن هذا، وأن تحاول أن تربطها بعلاقات مع نساء صالحات، تتأثّر بهنَّ وتنتفع بوعظهنَّ، فالصاحب ساحب، وأن تحاول أن تُجنّبها أنت التسبُّب في هذه المشكلات التي تقع فيها بقدر استطاعتك وبما يتيسّر لك.
نسأل الله تعالى أن ييسّر لك الخير.