فسخت خطبتي بابن خالتي وأشعر بالندم!
2023-12-13 21:42:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا في حالة ضياع وصراع داخلي، مرت فترات وأنا أصبر على كلام من خطيبي يزعجني، ولكن أكتمه ولا أخبره عنه، بالرغم من أنه حنون، ويتقبل ويصلح غلطه، وبعدها أصبحت أبكي بلا سبب، ولا أريد أن أحادثه، وصليت الاستخارة أكثر من ١٠ مرات.
اختلفت عائلتي وعائلته، لأنه يكون ابن خالتي، وحدثت مشاكل، وعاد من سفره، وفسخنا، وأنا حالياً أشعر بالندم، ولا أعرف إن كان اتخاذ قراري صحيحاً أم لا؟
مع أني أنا التي قررت الفسخ لتفادي خسارة عائلة بأكملها بسبب المشاكل، ومع ذلك أشعر أني ظلمته وأني فسخت على قصص تعتبر بالنسبة له لا شيء، وعندما رمى اليمين أصبحت أبكي.
لا أعرف ما إن كان قراري صحيحاً أو لا، وهل الله قدّر لي هذا الشيء، لأنه يعلم أننا لن نكمل بعد الزواج أم لا؟
أنا فعلاً فسخت، ولم أرتح، ولا أعلم ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
ثانياً: اعلمي تمام العلم -أيتها البنت الفاضلة الكريمة- أن كل شيء يحدث في هذه الدنيا إنما يحدث بقدر الله تعالى، سواء كنا موفقين في اتخاذ القرار الصائب أو عجزنا فيه وفشلنا واتخذنا قراراً غير صائب، فكل ذلك بقدر الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)، الكيس يعني الفطنة والذكاء واتخاذ القرار الصائب، والعجز معناه الفشل، واتخاذ القرارات الخاطئة، فكل ذلك بقضاء الله تعالى وقدره.
الإنسان إذا آمن بهذه العقيدة أراح نفسه من الحسرات والندم، فقد قال الله في كتابه الكريم: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ ) فإذا آمن الإنسان بقضاء الله وأن كل شيء قد كتب قبل أن نخلق وقبل أن نخرج إلى هذه الدنيا، فإنه لن يتحسر على شيء قد كتب قبل أن يخلق، فأريحي نفسك من هذا الهم وأزيحي عنها كل هذه الحسرات، بالتمسك بقضاء الله تعالى وقدره.
اعلمي مع ذلك أن ما يقدره الله تعالى هو الخير، ولو كرهه الإنسان، كما قال الله: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون). واعلمي كذلك -أيتها البنت الكريمة- أن أقدار الله تعالى تتدافع، فينبغي لنا أن ندفع قدر الله بقدر الله الآخر، ونحرص على ما فيه المنفعة والصلاح، والآن بعد أن وصلت إلى هذه المرحلة وحصل ما حصل نصيحتنا لك ألا تحزني على الفائت وتقعي أسيرة للماضي، انظري إلى المستقبل، واحرصي على ما ينفعك فيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته العظيمة: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز).
اعلمي أنك لا يمكن أبداً أن تغيري ما كتبه الله تعالى وقدره، فإذا كان الله تعالى قد قدر لك الزواج بهذا الشاب فإن ذلك سيقع لا محالة، وإذا كان لم يقدره فإنه لن يحصل مهما بذلت من الأسباب للوصول إلى ذلك الغرض، فاطمئني بالاً، وانظري إلى مستقبلك الآن، فإن كان الإصلاح بينك وبين هذا الشاب ممكناً وتعود الأمور إلى ما كانت عليه فاحرصي على هذا ما دمت تجدين في نفسك ميلاً إليه، وإن لم يكن هذا الإصلاح ممكناً فتوجهي إلى ربك بأن يرزقك زوجاً صالحاً، وأن يخلف عليك ما ذهب منك، والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.
حاولي أن تنسي هذا الشاب، وأن لا تؤنبي نفسك كثيراً لما حصل في الماضي، فإن هذا التأنيب لا يفيد الآن، إنما يورثك أنواعاً من الحسرات، استعيني بالله سبحانه وتعالى على تحصيل ما ينفعك، وحسني علاقتك بربك، وتقربي إليه، وأكثري من ذكره ودعائه، وتعرفي على النساء الصالحات والفتيات الطيبات، فإنهن خير من يعينك على الوصول إلى الزوج الصالح المناسب.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.