ما هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع الابن المنحرف؟
2006-05-14 11:50:42 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
أنا أم محتارة، أتوسل إليكم ماذا نفعل مع ابننا المنحرف، نحن لنا 3 أبناء، والكل والحمد لله ملتزمون بالدين، والأصول، إلا الابن الكبير، وعمره 27 سنة منحرف، ولا يحترمنا، فكل أفعاله بذيئة.
منذ شهر طردناه من المنزل، وهو الآن يعيش وحده ولكن ضميري يؤنبني.
أرجوكم أرشدونا وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Najet حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يهدي هذا الابن، وأن يرده إلى صوابه.
فإننا لا نظن أن طرده هو الحل المناسب؛ لأن ذلك يدفعه للارتماء في أحضان الأشرار، ويشجعه على المضي في طريق الفجار.
ونحن نتمنى أن يتدخل طرف ثالث ليعيده للمنزل، وحبذا لو كان من الأقرباء، ومن الضروري أن يأخذ عليه ضمانات.
ولست أدري ما هو نوع الانحرافات التي يقع فيها، وهل يمكن أن يؤثر بها على أهل المنزل؟ ومنذ متى كان الانحراف؟ وما هو التطور الجديد الذي حملكم على طرده في هذا الوقت؟
وأرجو أن نبدأ مسيرة إصلاحه بالدعاء له بالهداية، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، كما نرجو أن تتمكنوا من عزله من المؤثرات السالبة من أصدقاء أو آلات أو بيئة فاسدة.
ونحن نتمنى أن تُغيروا طريقة التعامل معه، وتحاولوا اكتشاف الجوانب الإيجابية وتتخذوها مدخل إلى نفسه، ومن الضروري أن تختاروا الأوقات المناسبة لنصحه، وليس منها لحظة الوقوع فيها؛ لأن الشيطان يسيطر على العصاة، كما نتمنى انتقاء الألفاظ الجميلة المؤثرة، وأرجو أن يكون النصح له سرّاً بعيداً عن الأعين والآذان.
ولست أدري هل هناك تأثير لهذا الطرد عليه أم لا؟ لأن العقوبة الناجحة هي التي يحرص الناس على معرفة آثارها المتوقعة قبل الإقدام على تنفيذها.
ولا بأس من أن يقوم بزيارته أقرب إخوانه إليه، ويقول يا أخي: أنا في الحقيقة حزين منذ يوم خروجك من منزلنا، والآن أرغب في أن تذهب معي، وسوف أحاول إقناع الوالدين، وأتمنى أن تساعدني بتغيير طريقتك السابقة؛ لأن الإنسان المسلم لا يرفع صوته على والديه، ويتعامل مع الناس بأدب واحترام، وإذا كانت هناك أشياء تضايقك، فأرجو أن تذكرها لي حتى أستطيع وضع العلاج المناسب.
وفي الختام نوصيكم جميعاً بتقوى الله وطاعته، والحرص على ذكره وشكره، مع ضرورة إكثار الدعاء لذلك الابن حتى يعود بإذن الله إلى صوابه.