أصبحت أكره الجامعة وتصيبني أعراضٌ نفسيةٌ.. ما سبب ذلك؟
2023-11-12 08:37:44 | إسلام ويب
السؤال:
مرضت جسدياً ونفسياً لفترة طويلة نوعاً ما، صرت أكره الذهاب للجامعة والسكن الجامعي، ولكنني أجبر نفسي لأثبت لنفسي أني بخير، ولكن عند أول خطوة -وهي محاولة النوم ليلة الذهاب للجامعة- لا أستطيع النوم والاستيقاظ للذهاب، أشعر بنبض قلبي عاليًا جداً كأنه سيخرج من مكانه، وأرغب بالتقيؤ، وبطني يؤلمني جداً، وأحياناً قد أصاب برعشة وتنميل في الأطراف ولا أتوقف عن البكاء طوال الطريق، وفي الجامعة وفي السكن، ولا أستطيع الأكل؛ لأن رائحة الأكل تزيد الغثيان، أفكر كثيراً ما سبب كل هذا التوتر؟ وكل ما في عقلي وقتها أني أتمنى أن يهدأ قلبي وبطني، وتزول هذه الأعراض؛ لأني عقلياً لا أفهم سبب هذا التوتر والقلق.
استعنت بعيادة الجامعة النفسية، وكتب لي الطبيب mirtimash نصف قرص في اليوم، وصرت أشعر أن الجميع لم يعد يتحملني ويتحمل تعبي، وأني ثقيلةٌ على الجميع، حتى إن قالوا أفضل الكلام وأحلاه أشعر بأنهم يقولون هذا أمامي فقط، وأنهم ينفخونني وينتقدونني من وراء ظهري، حتى والدي، أحاول بجهد إقناع نفسي أن هذه خيالاتي فقط؛ لأن لا شيء حرفياً يلمح أو يدل على ذلك من تصرفات الجميع، لكنني لا أستطيع إخراج هذه الأفكار من رأسي!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما تعانين منه هو اضطراب القلق النفسي، وهو مرض واسع الانتشار، ويسبب الشعور بالتوتر والخوف غير المبرر، وتسارع دقات القلب، والارتجاف، والغثيان، وصعوبة التركيز، وقد يؤدي إلى عدم التكيف الاجتماعي والوظيفي، ومع مرور الوقت يشعر المريض بالاكتئاب والميل إلى العزلة، وتقل الثقة بالنفس، والشعور بالإحباط، والانشغال بالأفكار السلبية حول الذات، ويشعر بالفشل، أو أنه غير مقبول أو مرحب به اجتماعياً من عائلته أو أصدقائه أو زملائه.
وأنصحك بالبدء في العلاج؛ فكلما كان العلاج مبكراً كلما زادت نسبة الشفاء.
العلاج يشمل العلاج الدوائي من مضادات الاكتئاب، والتي تعمل على زيادة السيروتين في الموصلات العصبية مثل سيبرالكس 10مج إلى 20 مج يومياً، سيروكسات 20 مج إلى 40 مج يومياً أو بروزاك 20 مج إلى 40 مج يومياً، ويبدأ الشعور بالتحسن بعد 2 - 4 أسابيع، ويجب الاستمرار على الدواء لفترة لا تقل عن سنة، وربما لفترة أطول، ولا أعتقد أن دواء ميرتزابين 15 مج هو الدواء المناسب، ولكنه قد يستعمل لاحقاً كدواء مساعد للتغلب على مشكلة الأرق أو فقدان الشهية.
وأود الإشارة إلى أهمية العلاج النفسي، أو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي في التخلص من الأفكار السلبية، وإعادة بناء الثقة بالنفس، واتباع نظام حياة صحي، من خلال ممارسة الرياضة، وتمرينات الاسترخاء، والحفاظ على الشعائر الدينية؛ للشعور بالطمأنينة والسكينة.
ندعو الله أن يمنّ عليك بالشفاء التام الذي لا يغادر سقماً.