أعاني من اليأس والإحباط، وأشعر بأني أصبحت عجوزًا!
2023-11-26 23:21:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 24 سنة، وأعاني من اليأس والإحباط لدرجة كبيرة، فقدت الشغف بالحياة، وليس لدي أي رغبة في التغيير ولا الزواج، أهملت مظهري كثيرًا، أصبحت أحب العزلة والبقاء في المنزل فقط، وأرفض أي حدث اجتماعي، أصبحت أشعر أني كبيرة جدًا عن كل شيء في الحياة، كما أشعر بأني صرت عجوزًا بعمر 90 سنة! كل شيء انتهى بالنسبة لي، وأخاف من التغيير كثيرًا، والجميع ينتقدني على هذه الحالة التي أصبحت فيها!
فما توجيهكم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يفرّج همّك ويزيل ما بك.
ما تشكين منه -أيتها الفاضلة- ربما يكون نوعًا من اضطراب المزاج، وقد تكون له أسبابه البيولوجية أو النفسية أو الاجتماعية أو الروحية، ونتمنّى أن يكون ذلك عبارة عن سحابة عابرة، بعدها ترجعين إلى حياتك الطبيعية.
فنريد منك:
- أن تجلسي مع نفسك وتناقشيها في التغيرات التي حدثت لك، والتي أدت إلى الشعور بهذه المشاعر، مبتدئة بالعوامل الوراثية وبالتاريخ الأسري، أي بمعنى: إنْ كان هناك فرد من أفراد الأسرة يُعاني أو عانى من نوبات اكتئاب أو عُسرٍ في المزاج.
- ثم فكّري فيما يختص بأساليب التنشئة والتربية التي تعرضت لها منذ الطفولة؟
- وما هي التجارب المؤلمة التي مررت بها؟
- وهل ما زالت تلك التجارب في ذاكرتك؟
- وما هي الأحداث التي حدثت مؤخرًا إذا كانت أحداثاً تتعلق -مثلًا- بفقدان أشخاص تحبينهم، أو ممتلكات فقدتها، أو تدهوراً في صحتك الجسمية بسبب الإصابة بأمراض معينة، أو التخوّف من الإصابة بأمراض معينة.
- ثم ما هي العوامل التي ساعدت أو تُساعد في زيادة حدة ما تشعرين به؟
كل ذلك مهمٌّ في تشخيص الحالة حتى يسهل علاجها، فربما يكون العلاج في أخذ بعض العقاقير التي تُحسّن المزاج، أو عن طريق الجلوس مع أخصائية نفسيّة للاستفادة منها في تعلُّم بعض المهارات المعرفية والسلوكية التي يمكنك أن تستخدميها في التغلُّب على هذه المشاعر السلبية.
فالذي نريده منك -أيتها الفاضلة- هو التفكير فيما لديك من إيجابيات، وما لديك من خبرات وإمكانات وقدرات، ومحاولة تفجيرها واستغلالها بالصورة المثلى، فهي تعتبر الجسر الذي تعبرين به إلى حياةٍ أفضل، مليئة بالتفاؤل والحب والإقدام على الحياة.
ولا بد أن تُغيري هذه الفكرة بأن التغيير ممكن وليس مستحيلًا، فأنت ما زلت في بداية شبابك، ويُرجى منك الكثير، فاستعيني بالله ولا تعجزي، وأكثري من الطاعات والاستغفار؛ فإن ذلك يفتح الأبواب المغلقة ويُفرّج الهموم والأحزان.
فابدئي بالتغيير ولو بالقليل، فإن أوّل الغيث قطرة، وأول النهار الشروق، وليس ذلك على الله بعزيز أن تزول كل هذه الأعراض، وأن تستمتعي بحياتك بصورة أفضل وبحيوية أكثر -بإذن الله تعالى-.
والله الموفق.