حياتي أصبحت شبه متوقفة بسبب السحر، فما النصيحة؟
2023-10-30 00:19:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا مصاب بسحر اكتشفته قبل أيام قليلة من خلال ذهابي لشيخ قرأ علي الرقية الشرعية، وبدأت حالات ظهور العارض علي.
حياتي أصبحت شبه متوقفة بسبب هذا البلاء، والحمد لله على كل حال، ففي كل مرة أذهب للرقية يظهر علي أكثر من عارض، وحضورهم يكون مزدوجاً، لا يغمى علي وقتها، وأستشعر بكل ما يحدث حولي في كل جلسة رقية أذهب إليهم ويستحضرون على الأقل ستة من الجان، وأشعر بخروجهم مني، علماً بأن جلسات الرقية التي أتلقاها مطولة جداً.
سؤالي هو: هل فعلاً يمكن أن يسكن جسد الإنسان أكثر من جان؟ وماذا أفعل عندما أشعر بالإحباط؟ لأني في كل مرة أذهب للرقية يحدث لي نفس التأثير، وكأني لا أتشافى.
جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أخي- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
وبعد: اعلم -أخي الكريم- أن الجني الذي أرعبك لا يملك من أمره شيئاً، لا يقدر أن يحرك ساكناً ولا يسكن متحركاً إذا لم يأذن الله في ذلك، وقد أخبرنا الله عز وجل أن الشيطان ليس له سلطان على المؤمنين.
المشكلة -أخي- ليست في وجوده أو التعامل معه، فهذا أمر هين، المشكلة أن البعض يضخم من قدراته، حتى يقتنع من داخله بذلك فيكون تحت تأثير عدوين:
أهونهما: الجن.
أشدهما: النفس المهزومة والمقتنعة.
هنا تكمن المشكلة؛ لذا نرجو أن تنتبه لحديثنا جيداً، وسنضعه في عناصر حتى يكون أقرب إلى الإيضاح:
أولاً: الجن حقيقة موجودة، نحن لا ننكر وجودهم، وهم يستطيعون بإذن الله دخول بدن الإنسان، والتلبس به، يقول الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية: وجود الجن ثابت بالقرآن، والسنة، واتفاق سلف الأمة، وكذلك دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة، وهو أمر مشهور محسوس لمن تدبره، يدخل في المصروع، ويتكلم بكلام لا يعرفه، بل ولا يدري به، يقول عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: إن أقوامًا يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسان؟ فقال: يا بني، يكذبون، هو ذا يتكلم على لسانه. اهـ.
قال الإمام ابن حزم: وصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مسًّا، كما جاء في القرآن، يثير به من طبائعه السوداء، والأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ، كما يخبر به عن نفسه كل مصروع، بلا خلاف منهم، فيحدث الله عز وجل الصرع، والتخبط حينئذ كما نشاهده، وهذا هو نص القرآن، وما توجبه المشاهدة. اهـ.
ثانياً: مع أننا لا ننكر هذا التلبس إلا أننا لا نوافق بل وننكر تضخيم البعض لقدراته، ونرى أنه ضعيف ولا سلطان له البتة على المؤمن، واستمع معنا إلى قول الشيطان في خطبته لأهل النار، قال تعالى: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم) (إبراهيم:22).
انتبه لقوله: (وما كان لي عليكم من سلطان) واستحضر قول الله تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا) ساعتها تدرك أن التضخيم في غير محله، وأن العبد المتصل بالله المتحصن بالذكر لا يقدر الشيطان ولا أعوانه جميعاً على إلحاق أدنى ضرر به.
ثالثاً: إننا ننصحك أخي بما يلي:
1- الاقتناع التام بضعف الجن، وأنه ليس له سلطان إلا الوسوسة.
2-التفاعل الإيجابي عند كل تحسن، وإرسال رسائل إلى المخ واضحة بأن الأمور تسير للأفضل، لا بد أن تحدث قناعة ذاتية بذلك.
3-عدم تفسير الأحداث السلبية بتفسيرات غير منطقية، مثلاً إذا كسر شيء في البيت فكر بطريقة منطقية بأن أحد الأبناء كسره أو وضعه بطريقة خطأ أو أو .... المهم التفسير بالمنطق، والابتعاد عن المغيبات.
4-الجن لا يستطيع حمل أي شيء، أو تغيير أي شيء، لا يملك إلا الوسوسة والضغط النفسي وهو الأشد على الإنسان من وجوده، لكن الخوف قد يدفع الإنسان إلى القفز والركض والصراخ، والعين قد ترى عند الخوف ما ليس حقيقة، وهذا بعض قول الله تعالى: (فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم) فالحقيقة أن الأعين هي التي سحرت، وأن الرهبة والخوف كان هو الوسيلة لذلك.
5- نريد مع ما مضى تحصين نفسك وبيتك كله بالأذكار الصباحية والمسائية، وقراءة سورة البقرة كل ليلة أو الاستماع لها، وأذكار النوم، والوضوء قبل النوم مع قراءة آية الكرسي، كل هذا يقوم به أفراد الأسرة جميعاً.
نحن نعتقد أنك متى ما استعنت بالله وواظبت وأهلك جميعاً على ما ذكرنا؛ أن شيئاً من هذا لن يصيبكم أبداً.
نسأل الله أن يحميكم وأن يحفظكم، والله الموفق.