كيف أتخلص من نوبات الهلع والوسواس القهري؟
2023-09-24 01:39:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ ١٥ سنة، من نوبات الهلع والوسواس القهري، ولكن -بأمر الله- أتغلب على حالتي وأتفهمها مع الوقت، وتحسنت كثيراً، ولكن منذ أيام وأنا أشعر ببداية النوبة، وأتغلب عليها سريعاً، وتحدث كثيراً في بداية النوم، أو بعد ساعة من النوم، وأستيقظ فزعة، مع شعوري بسخونة وتنميل في الرقبة من الأمام، واليوم في الرقبة والبطن، وتزول خلال ثوان من الاستيقاظ.
هل هذه الأعراض نوبات هلع فقط أم شيء آخر؟ علماً بأنه قد ازداد وزني كثيراً، وأصبح ١٠٠ كيلو.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نوبات الهلع هي اضطراب قلق نفسي حاد، يحدث بصورة متكررة، ويتمثل بالشعور بالخوف الشديد، المصحوب بضيق التنفس، وتسارع ضربات القلب، والتعرق، وأعراض جسمانية متفرقة في الرأس، أو الصدر أو البطن، وقد يتوهم المريض أنه مصاب بنوبة قلبية، أو أن حياته مهددة بالخطر، مما يزيد شعوره بالقلق، ويدفعه للذهاب إلى أقسام الطوارئ، وزيارة الأطباء في مختلف التخصصات، قبل تشخيص المرض، لمحاولة فهم ما يعاني من أعراض تؤثر على استقراره النفسى، وأدائه الوظيفي والاجتماعي.
نوبات الهلع غير مرتبطة بوقت محدد، وعادة ما تحدث فجأة، ودون سابق إنذار في المنزل أو خارج المنزل أثناء قيادة السيارة، أو أثناء العمل أو التسوق، وقد تحدث قبل أو أثناء النوم، كما هو الحال في حالة الأخت السائلة.
كذلك تزداد حدة الأعراض خلال دقائق، ثم تبدأ في الانحسار، إلا أن المريض يظل في حالة ترقب وقلق، خوفاً من تكرار النوبات في الحدوث، وعلى الرغم من أن نوبات الهلع مزعجة للغاية، إلا أنها غير خطيرة على عكس ما يتوهم المريض من أفكار سلبية ومخاوف؛ نظراً لأن أعراض اضطراب نوبات الهلع تتشابه مع أعراض أمراض عضوية أخرى، مثل: الخلل في وظائف الغدة الدرقية، وقد تكون هي سبب زيادة الوزن، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو هبوط سكر الدم، أو بعض اضطرابات النوم، مثل: توقف التنفس أثناء النوم؛ لذلك لا بد من الفحص الطبي الدقيق، وعمل الاختبارات اللازمة لاستبعاد أي أسباب أخرى.
علاج نوبات الهلع يجب أن يكون تحت إشراف طبي، وهي تستجيب للعلاج الدوائي، خاصة مضادات الاكتئاب مثل: عقار (سيبرالكس) و(بروزاك) و(زولوفت) و(سيروكسات)، وعقاقير أخرى.
بالإضافة إلى جلسات العلاج النفسي السلوكي المعرفي، واتباع العادات الحياتية الصحية السليمة للنوم، والغذاء، وممارسة الرياضة، والتقليل من استعمال المنبهات، خاصة في الفترة المسائية، والبعد عن التوتر والإجهاد النفسي، والأفكار السلبية، والاهتمام والمواظبة على الشعائر الدينية، والأذكار والدعاء، مما له أثر إيجابي على الإحساس بالسكينة والطمأنينة، والهدوء النفسي.
الأخت السائلة: ندعو الله عز وجل أن يشفيك شفاءً تاماً لا يغادر سقماً.