الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
لديك استشارة سابقة تحت رقم: (
2516977) أجاب عنها الشيخ الدكتور/ أحمد الفرجابي بتاريخ 17/9/2023، فأرجو أن تكوني قد أخذت بإجابته وقد استفدت منها -إن شاء الله تعالى-.
الآن كل ما ورد في استشارتك هذه يدل أنه لديك أعراض نفسوجسدية، الذي يظهر لي أنه لديك شيءٌ من القلق الاكتئابي البسيط، ويظهر في شكل أعراض جسدية.
طبعاً أنت فسرت هذا الأمر على أنه سحر، وأنا شخصياً أؤمن بالسحر تماماً، فقد يكون الذي أصابك سحر وقد يكون غير ذلك، وأنت كمؤمنة يجب أن تؤمني به أن ما أصابك هو بقدر الله، وأن الله سيبطله إن أراد كما قال تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو)، كما يجب أن تتخذي الأسباب الشرعية، كأن تحصني نفسك، وأن تحافظي على صلواتك وعلى أذكارك، كما يمكن أن تستمعي للرقية الشرعية، والرقاة كثر -والحمد لله- كلهم نحسبهم على خير، وحتى إنه توجد رقية على الإنترنت، هنالك مثل رقية الشيخ محمد جبريل طيبة جداً أو أي المشايخ الآخرين، فالأمر في غاية البساطة.
نعم من الناحية الطبية، مثل حالتك هذه تستجيب استجابةً كبيرةً جداً لبعض الترتيبات، وهي كالآتي:
أولاً: يجب أن تقومي بإجراء فحوصات طبية؛ لتتأكدي أن صحتك الجسدية على أفضل ما يكون، فحوصات طبية روتينية ليست تخصصية، تأكدي من مستوى الدم، مستوى السكر، مستوى وظائف الكبد والكلى، ومستوى الدهنيات، وظائف الغدة الدرقية، وكذلك فيتامين (د) وفيتامين ب12، هذه فحوصات أساسية؛ لأنه في بعض الأحيان نقص الفيتامينات -خاصة فيتامين (د) أو فيتامين ب12- قد يساهم في تسبيب هذه الأعراض النفسوجسدية.
ثانياً: يجب أن تجعلي نمط حياتك نمطاً إيجابياً، نظمي نومك، تجنبي النوم النهاري، تجنبي السهر، ومارسي أي رياضة جسدية تناسب الفتاة المسلمة، هذه النقطة الثانية.
النقطة الثالثة: لا تكثري من التردد على الأطباء أبداً، لكن يفضل أن تذهبي مرةً واحدةً كل أربعة أشهر مثلاً لطبيب الأسرة؛ من أجل الفحص وإجراء الفحوصات الروتينية المعروفة.
من حيث العلاج وجد أن مضادات الاكتئاب تساعد جداً في علاج مثل حالتك هذه، وهنالك دواء يعرف باسم ترازيدون، وهو مفيد جداً أنصحك بتناوله بجرعة كبسولة واحدة ليلاً وقوة الكبسولة 50 مليجراماً تناوليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها كبسولةً يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله، ويوجد دواء آخر يسمى موتيفال تناوليه بجرعة حبة واحدة صباحاً لمدة شهر، هذا هو الذي أراه فيما يتعلق بحالتك هذه، وأرجو أن تتخلصي من الفراغ الذهني، من الفراغ الزمني؛ وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، وشغل وقتك بالأشياء التي تفيدك في دنياك وآخرتك.
بالنسبة للحجامة آراء الناس اختلفت فيها، لكن لا أراها مفيدةً لمثل هذا النوع من الأعراض، والله أعلم.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.
____________________________________________
انتهت إجابة الدكتور محمد عبدالعليم: استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
تليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي: مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
____________________________________________
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نؤكد ما قاله الأخ الدكتور/ محمد عبد العليم من معلومات طبية مهمّة نافعة لك -بإذن الله تعالى-، ونأمل أن تتقبليها بالعزم على التطبيق لها، ومحاولة العمل بما جاء فيها.
وأمَّا من الناحية الشرعية وناحية الرقية، فإن الرقية الشرعية تنفع -بإذن الله تعالى- ممَّا نزل بالإنسان وممَّا لم ينزل به، وهي مجرد أدعية وأذكار، وذلك كلُّه نافع للإنسان بطريقة وبأخرى، فذكر الله تعالى سببٌ لاطمئنان النفس وانشراح الصدر وسكون القلب، وفيه تحصينٌ للإنسان ممَّا قد ينزل به من المكروهات، فلا ضرر عليك من استعمال الرقية الشرعية والمداومة عليها.
وخيرُ رقية هي ما يرقي الإنسان به نفسه، فإن الدعاء يكون أقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- كلَّما صدر من قلب ملهوف، والله -سبحانه وتعالى- قريبٌ من المضطرين، كما قال سبحانه وتعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62]، كلَّما كان الدعاء صادرًا من قلب مُضطر متمسكن بين يدي الله تعالى؛ فإن ذلك أدعى إلى قبوله والاستجابة له.
فيمكنك أن تتعلمي طريقة الرقية الشرعية من مواقع الرقاة الثقاة المعروفين، ومن مواقع العلماء أيضًا، وموقعنا قد بيّنَّا فيه في أجوبة سابقة كثيرة من الأجوبة التي فيها بيان لكيفية الرقية الشرعية، والاستمرار على ذلك نافع غير ضار، وهو سببٌ من الأسباب، وليس كل الأسباب، فينبغي المزج والجمع بين الثبات والاستمرار على الرقية الشرعية، مع استشارة الطبيب المتقن لعمله، وبعد الأخذ بهذه الأسباب ينبغي للإنسان أن يكون راضيًا بقضاء الله تعالى وقدره، عالمًا أن الله -سبحانه وتعالى- يختار له الخير، وأنه قد يُقدّر عليه البلاء والمكروه والمصيبة إلى أمد، ليستخرجَ منه عباداتٍ أخرى، وليكتب له ثوابًا ما كان سيبلغه لولا هذا البلاء.
فتفويض الأمور إلى الله -سبحانه وتعالى- والرضا بحكمته هو سِرُّ سعادة الإنسان في هذه الحياة.
وأمَّا أخذ الأثر من شخصٍ لظنِّنا أنه هو الذي أصابنا بالعين؛ فهذا لا حرج فيه، ولكن ينبغي الحذر من الاسترسال مع الشكوك والأوهام، وينبغي الحذر من ترتيب أحكام من المعاداة مثلاً أو القطيعة –أو غير ذلك من الأحكام– بناءً على هذه الظنون.
وللفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (
237993-
247008-
2286513).
نسال الله سبحانه وتعالى لك عاجل العافية والشفاء.