ابنتي خارج المنزل تعاني من الخوف وقلة الثقة والتأتأة
2023-06-19 02:47:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
ابنتي عمرها الآن ٢٠ عاماً، تعاني من صعوبة التعلم، وأثناء تواجدها خارج البيت أو مع أي إنسان غير عائلتها تبدأ بالتأتأة وتعرق اليدين والقدمين، واحمرار الوجه، ولا تستطيع التواجد بأي مكان خارج البيت إلا مع أحد أفراد العائلة، وتعاني من قلة الثقة بنفسها، لا تتواصل مع الغرباء أبدًا، تشعر بالخوف من النوم في غرفتها وحدها، وتعاني من نسيان ما درست، الخوف من الفشل سبب من الأسباب، والخوف والقلق من الناس هو الأساس، راجعت الكثير من الأطباء ووصفوا لها فيتامينات فقط، وبعد التحاليل قالوا لي: إنه خلل في الغدة النخامية؛ لهذا السبب لم يحدث نزول الدورة الشهرية لحد الآن.
أريد من حضراتكم أن تتكرموا عليّ بحل، مع العلم أنه لحد الآن بسبب الخوف والنسيان لا تستطيع القراءة، وتقبلوا جزيل شكري وامتناني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كوثر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أختنا الفاضلة - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
أختي الفاضلة: أدعو الله تعالى أن يحفظ ابنتك، وأن يحميها من كل سوء.
الموضوع الأساسي أنه من الواضح من سؤالك أن ابنتك تعاني من صعوبات تعلُّم، أي أن هناك مشكلة ما أو شيئاً غير طبيعي في بُنية دماغها، سواء حصل هذا أثناء الحمل أو أثناء الولادة أو بعدها، والغالب أنه قبل الولادة.
في صعوبات التعلُّم تكون قدرة الشخص المُصاب دون أقرانه في مثل عمره، وهذا يتجلّى من خلال أمور عديدة، كتراجع القدرة الذكائية، وضعف المهارات الاجتماعية، وصعوبة التعلُّم التي هي أصلاً اسمها (صعوبة التعلُّم).
أختي الفاضلة: نعم يمكن أن يحصل هذا، ومعه أيضًا بعض الأمور غير الطبيعية، كما ثبت مع ابنتك أن هناك خللاً في الغدة النخامية، وأعتقد أن الأمرين متصلان، شيءٌ غير طبيعي في الدماغ أثناء نموّه، والخلل في الغدة النخامية، وأعراض كل هذا ما ورد في سؤالك، من عدم القدرة على التذكُّر والدراسة بشكل أساسي، والخوف والقلق، ثم أيضًا عدم بداية الدورة الشهرية.
عادةً مَن هو مُصاب بصعوبات التعلُّم فإنه يحتاج إلى الحماية من أن تستغل أو يُساء معاملتها؛ لذلك لا أجد حرجًا أنها بطبيعتها لا تُحبّ الاختلاط بالغرباء، وتخاف منهم، ولعلَّ هذا يحميها بشكل طبيعي من أن تستغلّ من قبل الآخرين؛ لأنه مع الأسف في مجتمعاتنا - بل كل المجتمعات - يمكن أن يتعرَّض مَن عنده صعوبات تعلُّم إلى أحد أنواع سوء المعاملة أو الاستغلال.
أختي الفاضلة: ليس الموضوع فقط أن نساعدها على ألَّا تخاف، أو أنها لا تنسى، وإنما تحتاج إلى معاملة خاصّة، بحيث تكون وفق قدراتها المختلفة، نعم يمكن للفيتامينات أن تفيد، ولكن إذا كانت شهيتُها للطعام طبيعية وجيدة فلا أنصح بكثرة الفيتامينات والأدوية، وإنما الاقتصار على الغذاء الطبيعي.
طالما أن ابنتك في العشرين من العمر لا أدري إن كان قريباً مكان سُكناكم، إذا كان هناك مراكز متخصصة، تُؤمِّن أو تُعطي شيئًا من التدريب لمن هو مُصاب بصعوبات التعلُّم، بحيث يكون هذا التدريب والتعليم مناسبًا لقدرات ابنتك.
جزاك الله خيرًا على رعاية ابنتك هذه، فلا شك أنها بركة في بيتكم، داعيًا الله تعالى لها ولكم بتمام الصحة والعافية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.