والدة زوجي لا ترغب بي وتريد تطليقي من ابنها
2006-05-08 13:03:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا فتاة عقد قراني من أربعة أشهر، من شاب من نفس منطقتي، بعد علاقة عاطفية استمرت أكثر من سبع سنوات، ولكن المشكلة أن أمه لا تريدني زوجة له، وهو متمسك بي، حيث أنها لم تأتِ لخطبتي، ولكن إخوانه هم الذين أتوا لخطبتي.
والآن أريد أن نحدد موعد الزفاف؛ لأن أهلي لا يرغبون بتطويل فترة الخطوبة أكثر، وهو يريد أن ترضى أمه لتحضر زفافه، ولا يعرف الطريقة التي يفتح معها الموضوع.
للعلم، فالأم تعامل زوجي كما لو أنه لم يتزوج، وتتكلم معه في كل الأمور ما عدا الزواج، ومن فترة سألته: ما الذي سوف يرضي أمك وأنا أفعله؟ هل تريد أن أذهب إليها وأسترضيها؟ قال لي: لا؛ لأن رضا أمي تطليقك.
ومنذ أربعة أيام جاء أخوه المقرب من أمه، وسأل زوجي متى سوف تطلق، ولم يرد عليه زوجي، وأنا خائفة.
ماذا أفعل؟ أرشدوني ووجهوا رسالة إلى زوجي، وسوف أجعله يقرؤها، أرجوكم أنا عشت علاقة حب مع زوجي سبع سنوات، لم أذق طعم وحلاوة الحياة إلا بعد عقد الزواج؛ لأنه بالحلال ورضا رب العالمين، فأرجوكم أنا لا أريد أن أتطلق أو أرجع إلى ما كنت عليه، ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك حماتك وأن يعطف قلبها عليك، وأن يشرح صدرها لك ولقبولك زوجة لابنها، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي أعرفه أن العادة جرت بأنه ما من موقف أو تصرف إلا وله دوافع وأسباب أدت إلى اتخاذه، ولابد أن هناك أسبابا لرفض والدة خطيبك لك، قد تكون متعلقة بك، وقد تكون بعيدة عنك، كأن تكون للأم رغبة أن يتزوج إنسانة معينة كانت تريدها له، وهذا هو غالباً أهم أسباب الرفض، فقد تكون الأم لا تعيب فيك شيئاً، إلا أنها كانت تفضل غيرك.
وقد تكون هناك بعض الأسباب المتعلقة بك شخصياً أو بأهلك، ولذلك أرى ضرورة معرفة أسباب الرفض، وهذه هي نقطة البداية، وإذا عرف السبب بطل العجب -كما يقولون-، لابد من هذه الوقفة مع خطيبك، حتى ولو اقتضى الأمر أن توسطي أحداً من طرفك، ولا أرى مانعاً إذا لم تجدي من يصلح للوساطة أن تكلميها بنفسك، ولكن بعد أن تجتهدي في بعض العبادات كصلاة الليل ودعاء قضاء الحاجة وبعض الصيام والصدقات والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنية أن يشرح الله صدرك لقبولك وحسن استقبالك.
فخذي بالأسباب واستعيني بالله، وخوضي هذه التجربة مبكراً؛ لأن زوجك في وضع لا يحسد عليه، وموقفه صعب، ويحتاج إلى من يساعده في الخروج من هذا المأزق الذي وضعته فيه، أمه نتيجة الأعراف والعادات الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان، فقضية الزواج قضية شخصية تخص طرفيها فقط، ورغم ذلك نجد أنه هناك من يتدخل ويسبب حرجاً لأحد الطرفين كما يحدث مع زوجك، نعم إن من حقه أن يواجه أمه بأدب وهدوء وتواضع ولطف شديد، وأن يسألها عن سبب رفضها لك، ويجتهد في إخراج الحقيقة منها، ولا يكتفي بذلك، بل عليه مناقشتها وتذكيرها بالله، وبيان حبه لك والآثار المترتبة على رفضها لك، ويحاول استمالة قلبها وتحريك عاطفتها نحوه، ويجتهد في ذلك مع ضرورة الدعاء والإلحاح على الله أن يوفق في ذلك، وأن يشرح صدرها لقبول كلامه وتقدير وجهه نظره وقبولك زوجة له.
وأحب أن أبين لكما أن الدعاء سلاح لا يستهان به، وأنه من أعظم الوسائل في تغيير الأمور وقضاء الحوائج، فعليك وعلى زوجك قبل بداء الحوار مع الوالدة من أخذ شحنة إيمانية عالية، وأداء بعض العبادات ذات العلاقة بقضاء الحوائج كما ذكرت سابقاً، وعلى رأس ذلك كله الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ولتعلموا أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأنه (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، وكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بها تزول الهموم وتغفر الذنوب، فاستعينوا بالله، واعلموا أن الله لو جعل لكما نصيباً في بعضكما، فلا يمكن لأي قوة أن تحول دون ذلك أو أن تمنعه، وإن كان الأمر على خلاف ذلك فلا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة.