إعراض الزوج وضعف شخصيته هل يبرر طلب الطلاق؟
2006-05-08 12:58:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجة منذ 3 سنوات، وأمشي في السنة الرابعة، وعمري 25 عاماً، وزوجي عمره 33، موظف ولم نرزق بأبناء حتى الآن.
مشكلتي تكمن في زوجي، فهو لا يتكلم معي إلا بالقطارة أو يؤشر لي أو يهز لي رأسه، وكأنه قاعد يكلم الصم والبكم! وإذا كلمته صد عني بظهره أو يرقد.
وإذا كان عندي موعد عند الدكتورة لا يرضى أن يأخذني، أو يقول لي: دعي أهلك يأخذونك، وإذا طلبت منه شيئاً لا يعطيني، وإذا أعطاني يرميه في وجهي ويذلني بكل شيء، يذلني على اللقمة التي يعطيني إياها، وإذا خرج من البيت لا يقول لي: سأتأخر أو أنا مشغول، أو اطبخي لك عشاء، أو اطلبي من المطعم، لكنه يستهتر ولا يرد على مكالماتي، ثم يرجع إلي وقد ملأ كرشه، فيرقد، وإذا كلمته انصرف من عندي.
لا يرضى أن يذهب بي إلى أهلي إلا بعد معاناة، ويريد أن يجعلني مسجونة في البيت بين أربعة من الجدران، حتى السوق لا يرضى أن يذهب بي إليه.
إذا أوصلني بيت أهلي لا يسأل عني، وكأنه غير متزوج بي، ويغلق الجوال في وجهي، وتمر الأسابيع على هذا الحال، إلا إذا كان أحد والديه سأل عني، لماذا ما رجعت البيت؟ وإلا نفسه ما يريد يأخذني ويخليني ببيت أهلي، وإذا سألته: لماذا لا ترد على اتصالاتي؟ وكأنه لا يسمعه أو مشغول، طيب هل كل هذه الأيام مشغول! ولكنه متفرغ لخرجاته مع ربعه، كأنه مغصوب على الزواج بي، وبعد ما توفيت أمه أصبح لا يهمه شيء، وقبل كان يخاف من ردة فعل أمه رحمها الله.
لم يقل لي مرة كلمة حلوة!! أو هو أصلاً يكلمني من أجل أن يقول لي هذا الكلام الحلو، وإذا اتصل به أحد من ربعه، تسمع منه كل أنواع التفدي، والكلمات الحلوة، والضحك يصل إلى آخر الشارع.
وإذا كلمته عن الحمل يغضب، وتمر الأسابيع لا يكلمني، وهذا كله لماذا قلت له: اذهب افحص، وقد ذهبت إلى ثلاثة من الدكاترة وكلهم يقول لي: ليس فيك شيء يمنع من الحمل، ولكن الزوج لازم يفحص.
يمكن أن تقولوا: أنت تبالغين! ولكن هذا الواقع، والآن رجعت إلى بيت أهلي وصار لي 5 أشهر عندهم، ولا فكر يسأل عني، حتى المسجات ما تنفع معه!
لقد تعبت نفسياً من هذه العيشة، ولا أستطيع أن أحتمل أكثر من ذلك.
ثم تدخل أبوه ورجعت البيت، وعمل فحصاً، فظهر عنده ضعف وقلة في الحيوانات المنوية، وهذا السبب الذي أخر الحمل، ووعد والدي وعمي بأن يعتدل، وقعد شهراً جيداً معي، ثم رجع إلى طبعه، وساعات أشعر أنه لا ينفع للزواج؛ لأنه غير مبال، ولا يتحمل المسئولية، وإلى الآن إذا أردت منه شيئاً يقول لي: لماذا كله أنا، اطلبي من غيري! فقلت له: أنت الآن ولي أمري.
أفكر بالمستقبل إذا الله سبحانه وتعالى رزقني بأولاد منه، سأتعذب زيادة، ولأنه رافع يده من كل شيء، ولا يريد أن أطلب منه شيئاً، إلا إذا كان يحتاج تجديداً أو تصليحاً، حياته كلها نوم وطلعات مع ربعه، وكأنه عزوبي.
واكتشفت ضعف بشخصيته، وخجله من المواقف الاجتماعية، وعدم قدرته على متابعة أموره أو المطالبة بها، أفكر بطلب الطلاق، وعندما أخبرت والدي بالطلاق، فعارض الأمر، وقال بأنهم سيلزموني بدفع المهر كاملا، حيث أن مهري 90 ألفا، ولكن بعقد الزواج 20 ألفا مقدماً و20 ألفا مؤخرا.
فهل أنا ملزمة بدفع المهر له كاملا، 90 ألفا، أم 20 ألفاً الموثقة بعقد الزواج في حال أني طلبت الطلاق منه؟
وأسباب الطلاق كثيرة، حيث أني بت أكرهه ولا أطيقه، وأرجو منكم عدم إهمال رسالتي، لأنني بحاجه ماسة للنصيحة، ولكن لا تقل لي: اصبري واحتسبي، لأنني أعطيته فرصة لتعديل سلوكه معي، ولكنه لم يقدر ذلك.
ونسيت أن أقول لك إنني صليت الاستخارة من أجل الطلاق، وفي كل مرة أصلي صلاة الاستخارة، أحس براحة نفسية، ولهذا أريد أن أطلب الطلاق.
ولكن أريد أن أعرف ما هي الأمور المترتبة على الطلاق، وما هي حقوقي؟
أنتظر الرد بفارغ الصبر، ولكم جزيل الشكر والامتنان.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يصلح لك زوجك، وأن يرده إليك مرداً جميلاً.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فبداية أقول لك: كان الله في عونك وعوضك خيراً وجزاك على صبرك وتحملك أحسن الجزاء؛ لأن رحمة الله قريب من المحسنين، ولا يظلم مولانا أحداً من خلقه، بل هو جل شأنه أرحم بالإنسان من الوالدة بولدها.
وكم أتعجب أن توجد مثل هذه النوعيات في الحياة، تظل جاحدة لفضل الله عليها منكرة لنعمه التي لا تعد ولا تحصى، فبدلاً من شكر نعمة الزواج بالإحسان إلى الزوجة والإنس معها والاستمتاع بها، نتفنن في إذلالها وإهمالها والتضييق عليها.
ولذلك ورغم كل ما ورد برسالتك، أتمنى أن تعطي زوجك فرصة أخرى، ولكن بشرط أن يتم عقد جلسة عائلية يحضرها والدك ووالده أو أي شخص له ثقل وتأثير ومكان لدى الأسرة، وتسردي كل هذه السلبيات كاملة، وتطلبي منه تفسيراً لهذه التصرفات، ثم تتركي أهل المجلس ليقرروا ما يرونه مناسباً بعد سماع الطرفين، وأركز على ضرورة ذكر هذه السلبيات وسماع وجهة نظره وتبريراته، حتى تكون الصورة واضحة، وحتى لا يتم الصلح دون حل المشاكل الأساسية والتي تعانين منها، رجاء ألا تتنازلي عن ذلك.
لابد من ذكرك لهذه السلبيات وطلب رأيه ورأيهم فيها، ثم يتم الاتفاق على الوضع الجديد وماذا ستكون عليه الحياة، وتوضع النقاط على الحروف بوضوح، حتى ولو اقتضى الأمر كتابة ما يتم الاتفاق عليه.
فإن نجحت هذه الفكرة وتم وضع الضوابط اللازمة والكفيلة بحل جميع أو غالب المشكلات فهذا ما نرجوه، وإذا لم يلتزم بذلك سيكون من حقك الطلاق للضرر، بأن ترفعي أمرك للقضاء بسبب هذا الضرر الواقع عليك، بشرط أن تثبتي ذلك للمحكمة، فإن تم ذلك فستحكم المحكمة بالطلاق دون أن تدفعي شيئاً، بل ستكون لك حقوق أخرى سوف تحصلين عليها.
وأما إذا عجزت عن إثبات الضرر فسترفض المحكمة دعواك، وعندها سيكون أمامك الحصول على الطلاق بالخلع، وهذا هو الذي سوف تلزمين فيه برد المهر كاملاً، وأما عن المكتوب في العقد فهو الذي ستحكم به المحكمة، إلا أنه لا يجوز لك شرعاً عدم دفع الباقي له ما دمت قد أخذته فعلاً، حتى وإن لم يكن مكتوباً، إلا إذا تنازل هو عن ذلك.
ويمكنك معرفة المزيد حول كيفية رفع القضية من أي محام لديكم، ولكنني أعود أكرر نصحي بضرورة عقد جلسة مصارحة ومصالحة، لعل وعسى أن تنجح هذه الجلسة في حل هذه المشكلات وعودة المياه إلى مجاريها، وهذا ليس مستحيلاً، وإن كان فيه بعض الصعوبات.
ولكن لو صدقت نية الجميع لوفقكم الله لحل هذه المشكلة والقضاء عليها، فرجائي بعض الصبر والاجتهاد في عقد هذه الجلسة، واصرفي عن ذهنك فكرة الطلاق الآن، وفكري فقط في الإصلاح والعودة، وإذا لم يكن ذلك فمن اضطرد غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه، وعليك بالدعاء فإنه يرد القضاء.
والله الموفق!