ابنتي تميل لعمتها وتفضلها عليّ!
2022-12-20 02:20:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي تبلغ من العمر 21 سنة، كانت صديقتي وكل شيء، إلى أن دخلت عمتها في حياتها، فلم تعد تحكي لي شيئاً، وعمتها تُعلِّم زوجي وابنتي عليّ، وابنتي تغيرت وصرت لا أعرفها، وأنا خائفة بسبب تفضيلها لعمتها عليّ، وأخشى أن تسحبها مني وتحبها ابنتي أكثر مني، انصحوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي بنتك حتى تعرف مقدارك، فأنتِ المُقدّمة في البرّ، ونسأل الله أن يُلهمنا دائمًا السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
وعليك أيضًا أن تجتهدي في القُرب من هذه البنت، وتذكيرها بالواجب الشرعي في البر لأمِّها والإحسان إليها، ولا نُؤيد فكرة دعوتها إلى ترك العمل، ولكن ينبغي أن تضع كل أمرٍ في حدوده المعقولة، وعليها أن تعلم أن أولى الناس بحق صحبة الإنسان -رجلاً كان أو امرأة- هي الأم ثم الأم ثم الأم، قال في الرابعة: (ثم أباك)، فالوالد يأتي في المرحلة الرابعة، فكيف بغيره؟!
وأرجو ألَّا تُظهري انزعاجك من قُربها من عمّتها وقُربها من أبيها، ولكن عليها أن تعرف أيضًا في نفس الوقت مقامك، فالشرع الذي يأمرها ببرِّك ويدعوها إلى مضاعفة البر لك هو الشرع الذي يأمرها ببرِّ والدها والإحسان لعمّتها أيضًا؛ لأن هذه صلة رحم.
فنتمنَّى ألَّا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، ولكن لاطفيها، ذكّريها بالله، أيضًا حاولي أن تعرفي الوسائل التي يمكن أن تجذبها لك، فأحيانًا في هذه السِّنّ الفتاة تهرب؛ لأنها لا تجد مَن يتفهّم مشاعرها أو يُلاطفها، وكوني أنت هذه الصديقة لها، فالأمُّ الناجحة مثلك صديقة لأبنائها وبناتها، نسأل الله أن يُعينها على الخير، ونتمنَّى ألَّا تُظهري التضجُّر والضيق، وأن تحفظي كلماتك أيضًا، ولكن ذكّريها بأنك والدة، وأن لك حقاً، وأن الوالد له حق، وأن العمّة كذلك لها حق، عليها أن تُعطي كل إنسان الحق الذي فرضه الله تبارك وتعالى عليها تجاهه، وتُقدّم مَن حقَّه التقديم، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير، وأن يُلهمنا جميعًا السداد والرشاد.
ونتمنّى أن تكون العمّة أيضًا داعية للخير؛ لأنه أحيانًا إذا كانت عمّتها تسحبها للصلاة والصلاح، فأرجو أن نفرح، أمَّا إن كان الهروب للعمّة أو لغيرها على العكس من هذا؛ لأنها تجاملها وتمضي معها؛ فهذا الذي ينبغي أن ننتبه له، وأتمنّى أن تكون الأمور طبيعية، ولا تأخذ أكبر من حجمها.
وأيضًا لو أن -بنتنا- وجدت تشجيعاً منكم لتتواصل مع الموقع، لتكتب هي استشارة وتذكر ما في نفسها، عندها سنُبيِّن لها أن حق الأم عظيم، وأنها المُقدّمة والمقدمة على غيرها في البرِّ والإحسان والقُرب، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.