الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب.
إن شاء الله ما بك بسيط، هو قلق المخاوف، وهو علة منتشرة، وقلق المخاوف هذا كثر في زمننا هذا، يظهر أن الناس أصبحت غير مطمئنة، وكثر موت الفجأة، والاضطرابات المجتمعية، والحروب، وخلافها، وهذا كلُّه طبعًا ينعكس سلبيًّا على بعض الناس، وتظهر لديهم أعراض الخوف والقلق، وكذلك الوسوسة.
أيتها الفاضلة الكريمة: لابد للإنسان أن ينتهج المنهج الإيجابي دائمًا، في تفكيره وفي مشاعره، وكذلك في أفعاله، وأنت اطلعت على الإرشادات الموجودة في كتاب (قوة التفكير) وهو من الكتب الجيدة جدًّا، فأرجو أن تطبقي كل ما قمت بالاطلاع عليه.
الأمر الآخر هو: أن الإنسان يصرف انتباهه من هذه الأعراض النفسية، بأن يحول طاقاته النفسية السلبية إلى طاقات إيجابية، وذلك يكون من خلال حُسن إدارة الوقت. والنقطة المركزية في حسن إدارة الوقت هي أن يتجنب الإنسان السهر، وأن ينام مبكّرًا حتى يستيقظ مبكّرًا، ويؤدي صلاة الفجر وهو في حالة من النشاط التام، وأنا دائمًا أقول للسيدات من أمثالك: يفضل أن يقوم الإنسان بكل الأعمال المنزلية في الصباح، بعد صلاة الفجر، وشرب الشاي، والاستعداد، والنظافة، يمكن للسيدة أن تقوم بأعمالها المنزلية كالطبخ مثلاً، والنظافة، وهذا يعطيها تحفيزًا كبيرًا جدًّا لبقية اليوم، وطبعًا بالنسبة للمرأة التي تعمل سوف تذهب إلى عملها.
إذًا الاستفادة من الصباح ومن البكور تعطي طاقات نفسية جيدة جدًّا، بل تحول الطاقات السلبية –كطاقة الخوف من الموت– إلى طاقة إيجابية، الخوف مطلوب، الذي لا يخاف لا يحمي نفسه، لكن حين يكون الخوف مرضيًّا يتحول إلى خوف من الموت، والإنسان يجب أن تكون قناعاته حول الموت قناعات شرعية صارمة جدًّا، أن الموت حق، وأن كل نفس ذائقة الموت، وأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر، وأن الخوف من الموت لا يُعجّل بالموت ولا يُؤخّره، وأن الأعمار بيد الله، وأن المطلوب من الإنسان أن يُحسن عمله، وأن يكون مستعدًا للقاء ربه، وأن يستمتع بحياته، ويكون نافعًا لنفسه ولغيره، هذه هي المبادئ السلوكية والنفسية الرئيسية التي يجب أن ينتهجها الإنسان.
أيتها الفاضلة الكريمة: حددي أهدافك، بل أصرّي على أن يكون لك أهداف، واجعليها في الطبقة الأولى من أفكارك، هذا يزيح أفكار الخوف والقلق والتوتر والوسوسة، ويجب أن تضعي الآليات التي توصلك إلى أهدافك.
مارسي رياضة المشي إن كان ذلك ممكنًا، فهي ذات فائدة كبيرة جدًّا. تجنّبي النوم النهاري، قومي بالواجبات الاجتماعية، الذين يقومون بالواجبات الاجتماعية، كصلة الأرحام، ومشاركة الأفراح، وتقديم واجبات العزاء، وزيارة المرضى، هؤلاء دائمًا نجدهم من أصحاب النفوس المطمئنة والراسخة من حيث طريقة التفكير وكذلك المشاعر والأفعال.
هنالك تمارين الاسترخاء، نعتبرها علاجًا ضروريًّا ومنهجيًّا، ويجب أن يكون جزءًا من نمط الحياة الإيجابي. فيا -أيتها الفاضلة الكريمة- إن وجدت أخصائية نفسية لتدرّبك على هذه التمارين فهذا أمرٌ جيد، وإن لم تجدي فهنالك برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (
2136015)، يمكنك الرجوع إليها والاستفادة من التطبيقات التي وردت فيها.
أيتها الفاضلة الكريمة: قومي بفحص الحمل، وإذا تأكّد الحمل طبعًا تجنّب الأدوية كما تفضلت أمر جيد، خاصة في مراحل تكوين الأجنّة الأولى، أي الأربعة الأشهر الأولى، لكن إذا كان هناك اضطرار شديد فعقار (سيرترالين) وهو (زولفت) من الأدوية السليمة، وكذلك عقار (فلوكسيتين) وهو الـ (بروزاك)، كما أن عقار (باروكستين) وهو الـ (زيروكسات) كلها من الأدوية السليمة، وكلها مفيدة، لكن لا تستعملي الـ (ديانكسيت) في فترة الحمل، إذا كان لا يوجد حمل يمكنك أن تتناولي الديانكسيت حبة واحدة في الصباح لمدة شهرٍ إلى شهرين، ثم تتوقفي عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.