زوجتي تراسل الغرباء..هل أخبر والدها وأطلقها؟
2025-01-25 23:49:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وجدت زوجتي تراسل غرباء، وترسل لهم صورها عارية، وكذلك ترسل لهم فيديوهات وهي عارية، وغير ذلك، فما حكم الشرع في ذلك؟ وهل لي أن أخبر والدها وأطلقها، مع العلم أن والدها متدين وشديد الغيرة، ولن يتردد في قتلها، وقد يموت من الصدمة، وقد كرهتها كرهًا شديدًا، وأتمنى موتها. علمًا أن لدينا أولادًا ذكورًا وإناثًا في المرحلة الثانوية.
أفيدونا رعاكم الله: ما هو الحكم في زوجة ترسل صورها عارية لغير زوجها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - أخي الكريم - في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك تريثك في معالجة هذه القضية الكبيرة، والتزامك التؤدة والصبر في كيفية معالجة هذه المصيبة الكبيرة التي نزلت بك، وهذا من توفيق الله تعالى لك، ونسأل الله تعالى لك مزيدًا من التسديد، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يهدي زوجتك ويردّها إلى الحق ردًّا جميلاً.
نحن نتفهم - أيها الحبيب - مدى حزنك لهذه المصيبة الكبيرة، وهي كذلك، ولكن ينبغي النظر - أيها الحبيب - الآن في كيفية تقليل المضار والمفاسد، فإن إشاعة مثل هذا الأمر يعود بالضرر على أفراد عديدة، وكما تتضرر أسرتها من والديها وإخوانها وغير ذلك، يتضرر أيضًا أبناؤك وبناتك، كما تتضرر أنت، ولهذا نصيحتُنا أن تبقى على ما أنت عليه من الستر على هذه المرأة، ما دامت هي قد سترت على نفسها ولم تُجاهر بهذا الذنب، والرسول ﷺ يقول: (من ستر مسلمًا ستره الله)، خصوصًا وأن إخبارك لأهلها بما أقدمت عليه من الجُرم والذنب قد تترتب عليه مفاسد أكبر من العقوبة التي ينبغي أن تُعاقب بها، لهذا وصيتنا لك أن تصبر، وأن تكظم غيظك، وتستر عليها.
أمَّا هل تطلقها أو لا؛ فهذا بحسب أحوالها، إذا كانت قد ندمت وأظهرت التوبة ورأيت منها بوادر الإصلاح لحالها؛ فينبغي أن تُساعدها على ذلك، وألَّا تطلقها، مع أخذ الاحتياطات اللازمة في المستقبل؛ لمنعها من الوقوع في هذا السلوك، وأمَّا إذا كانت باقيةً مستمرةً على ما هي عليه، فربما يكون طلاقها خيراً لك.
هذا مع أننا نوصيك - أيها الحبيب - بأنك إذا أمسكت هذه المرأة ينبغي أن تُعالج هذا الموضوع معالجةً حقيقيةً شاملةً، ومن ذلك القيام بحق الزوجة، وتفقُّد أحوالها، فإن الإنسان بطبيعته البشرية يجنح إلى شهواته ورغباته، فينبغي أن تُحسن إلى زوجتك في المعاشرة كما تحب أنت أن تتجمّل لك وتُحسن تبعُّلها لك، فكذلك هي تحب أن تراك بمنظر جميل، وأن تقضي حاجتها وشهواتها، فينبغي ألَّا تقصر في هذا، وفيه إعانة لها عن الوقوع فيما حرّم الله سبحانه وتعالى عليها.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يصلح أحوالك كلها.