أثر المرض النفسي على الصحة الجسدية
2006-04-06 13:32:30 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
مشكلتي هي مشكلة أهلي بالتحديد، أمي وأبي حفظهما الله، لم يقصرا في تربيتنا، حالتهما النفسية سيئة للغاية، بسبب أخي الأوسط، عمره 20عاماً، قصته طويلة، أرجو أن تتسع صدوركم لها.
القصة بدأت منذ ولادته، فهو طفل عصبي إلى أبعد حد، وغيور وعنيد جداً، وازداد ذلك منذ بلوغه عامه الثامن تقريباً، عندما أصيب بأنيميا فولية، اضطر الأطباء حينها بتغيير نسبة كبيرة من دمه، ومن بعدها ازداد عصبية وعنادا، بالإضافة للسمنة المفرطة، والحساسية الجلدية والصدرية، وبالذات في ساقيه، وأيضاً التبول الليلي، حاول أبي احتواءه بحبه وحنانه، ذهب به للأطباء، ووصفو له علاجاً من دواء وحمية، ليتخلص من كل مافيه، بما في ذلك التبول الليلي.
استمر على العلاج بصعوبة مع التشجيع والثناء من أبي، ونحن الإخوان والأخوات، لا نتدخل، كأننا لانعرف عن الموضوع شيئاً، مع الأيام القليلة انقطع عن العلاج، بل وزداد عنادا ومرضا، حتى التبول، ونفسيته ساءت، استخدم والدي الشدة تارة، والطيبة تارة، ولم يفلحوا.
استمر ذلك حتى الآن، عمره 20 عاماً، ولا زال التبول الليلي بل ازداد الأمر سوءاً، أصبح يعادي كل من في البيت، وفي اعتقاده أن الكل يكرهه، ولم يسلم من لسانه أحد، أصبح إذا احتدم مع والدي يخرج من البيت ولا يعود إلا بعد يومين أو ثلاثة، تعبت أمي وقلقت وترجته كثيراً دون جدوى.
تكرر ذلك وتطور، حتى أصبح يأكل لوحده منعزلاً عن العائلة، ولا يحب الجلوس معهم، حاولنا جميعاً إصلاح شأنه، ولم نفلح، بل يتطاول علينا الكبار بلسانه إن تدخلنا، حاولنا حتى عن طريق أصحابه، لكن لا جدوى، أخي مع الناس سوي ومرح وبشوش أحياناً، وعصبي أحياناً، خاصة إن أخطأ عليه أحد، وذكي في دراسته، ولكن ها هو أبي يقف حائرا، فهو لا يستطيع الذهاب به للطبيب، لا النفسي ولا الباطني ولا لغيره؛ لأنه يرفض تماماً، ولا يسمح لأحد بالتكلم في هذه المواضيع!.
فما الحل؟ أرجوكم ساعدونا، إنها حالة مستعصية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المستنجدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشفي أخاك، وأن يمن عليه بالصحة والسعادة وحسن الخلق، وأن يقر أعينكم جميعاً بصحته وسلامته وحسن خلقه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي ذكرتيه من ظروف أخيك وأحواله، تدل فعلاً على أنه مريض بعدة أمراض أدت به لهذه التصرفات الشاذة، وكما لا يخفى عليك أنه ما من مرض أو داء إلا وجعل الله له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله.
وأتصور أن مرضه من ضمن الأمراض النفسية، والتي أثرت بدورها على صحته الجسدية، وأرى ألا تيأسوا وأن تواصلوا معه رحلة العلاج حسب استطاعتكم، وأنصح بعرضه على بعض المعالجين عن طريق البرمجة اللغوية العصبية، وهم كثير عندكم في المملكة، خاصة جدة والمنطقة الشرقية والرياض أيضاً.
ويمكن للمعالج أن يزوره في المنزل، ليس على أنه معالج، وإنما مجرد زائر، وهو يعرف كيف يدخل عليه بدون أي حساسية، كذلك أرى إمكانية رقيته رقية شرعية، لاحتمال أن يكون به شيء من المس أو غير ذلك، وهذا أمر وارد جداً.
فتوكلوا على الله وابحثوا عن مثل هؤلاء الأشخاص، وأهم من ذلك كله الصبر عليه، والدعاء له والإلحاح على الله، خاصة من الوالدين؛ لأنه (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، وأنه ينفع مما نزل من البلاء ومما لم ينزل.
ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه وجميع مرضى المسلمين.
وبالله التوفيق والسداد!