تعلقي الشديد بصديقتي جعلها تبتعد عني، فكيف أصلح ذلك؟

2025-01-25 22:24:39 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود عن أسأل عن كيفية فك التعلق المرضي بالصديقة. كنت وصديقتي في عمر 15 سنة، وكانت تجلس وحدها، وكنت أذهب للتعرف إليها، ودائمًا كنت أسأل عنها، وكنت مهتمة بتطوير الصداقة بيننا، وكنت أحادثها 24 ساعة، ولم أكن بالوعي الكافي لأعرف أن ذلك يُضايقها لكثرة كلامي، ولم أعرف إن كانت الصداقة من طرف واحد، وأن كثرة سؤالي عنها يُضايقها، وكانت تتأخر في الرد علي، ممَّا جعلني أشعر كأني أطاردها وأضايقها، وكان شغلي الشاغل في أن ترد علي لأحادثها مجددًا.

تشاجرت معها لإحساسي بعدم تقديرها لي، ولم تستوعب قصدي هذا، وقالت: (ليس من الضروري التحدث معًا يومياً)، فقمت بحذف رسائلها وبريدها، لأنها لا تبادلني الصداقة، وكنت مرتاحة جدًّا لهذا القرار.

مرت سنوات أربع ولم تأت على ذاكرتي كثيرًا، وأفكر في هذا الشجار وفي هذه الصداقة، وأنها كانت تشغل تفكيري كل يوم، وأفكر في كيفية إصلاح هذه الصداقة مرة أخرى، رغم دخولي الجامعة وتعرفي إلى زميلات جدد، لكني لا زلت أفكر في الأمر، فكيف أفك هذا التعلق الغريب؟ وكيف أعرف هل شفيت من هذا التعلق أم لا؟ وهل إذا كانت هذه الصداقة قائمة هل كنت سأطاردها كما كنت أفعل؟

الآن وقبل هذه الصديقة علاقتي سطحية مع كل الناس، لكنها الوحيدة التي أردتُ أن تصبح صديقتي، وذلك لأنها كانت متحدثة جيدة معي، وكانت لطيفة وجميلة، وتعلقت بها، ولم أتعلق بغيرها لهذه الدرجة، كيف أنساها وقد مرت 4 سنوات على هذا الهجر، والآن تفكيري ينشغل بها مرة أخرى.

الآن أعي أنه يجب ألَّا يندفع أحد في أي علاقة وألَّا ينشغل بها، فهل هذا الموضوع لم ينته بطريقة قاطعة بالنسبة لي، وهل على أحدٍ مِنَّا أن يبدأ هو في أن يصالح الآخر؟ وهل ما زلتُ متعلقة بها؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

أنتِ أمام أمرين أختنا الفاضلة:
الأمر الأول: إرجاع العلاقة بينكما، وعقد صلحٍ، ونسيان الفترة الماضية، كونكما في فترة مراهقة، والعلاقات دائمًا في ذلك العمر غير منضبطة وتتقطع باستمرار.

الأمر الثاني: إن كانت رافضة رجوع العلاقة، أو وجدتها بنفس الفتور، فقد يكون الاكتفاء بالتعارف بينكما هو الحل الجيد بدلاً من المصادقة، فهي إن لم تكن صديقة فمن الممكن أن تكون في دائرة معارفك.

يقول النبي ﷺ: (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)، فيجب أن تؤمني أن تآلف الأرواح أمر ليس على الإنسان سيطرة فيه، فربما لم تتآلف صديقتك معك، أو لم تتآلفي أنت معها، ونصيحتي لك هي نصيحة الإمام الشافعي:

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا *** فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس إبدال وفي الترك راحة *** وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا

فلا تتشبثي بشخص لا يتشبث بك، وفي الناس أبدال للمعرفة، وتكوين الصداقات، وفي الترك راحة لك ولنفسك من كدر الغدر والخيانة والتفكير، فابحثي عن أصدقاء بحرص.

رزقك الله الصحبة الصالحة، ووفقك لما فيه الخير.

www.islamweb.net