اختلفت مع أمي وطلبت الصفح فلم تقبل، فماذا أفعل؟
2022-10-10 03:01:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ ثلاثة أسابيع تشاجرت مع والدتي، وقالت لي كلامًا سيئًا، وبناء عليه وضعت يدي على أذني حتى لا أسمعه، وبعدها ذهبت واعتذرت منها عما بدر مني برًا بها، فقالت لي: هل تذكرت الآن أن لك أماً؟
لم أعقب عليها وتركتها، فلم تسامحني الوالدة عما بدر مني، وبقينا على هذا الحال لمدة أسبوعين، حاول أبي التدخل فقالت له أمي إنها لن تسامحني لأنني وضعت يدي على أذني، فبررت موقفي بأنها قالت لي كلامًا سيئًا، طلب والدي أن أعتذر مرة أخرى، أعلم أنها لن تقبل اعتذاري الثاني، وأنا نفسيًا لم تصفُ نفسي بسبب كلامها، وذهبت للاعتذار ولم تقبل.
سؤالي: هل في ذلك إثم علي؟ وهل يعاقبني الله على ذلك؟ أم بهذا الوضع أنا فعلت ما يجب فعله؟
شكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك اسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يعفو عنك، وأن يحفظك، وأن يبارك لك في عمر والدتك، وأن يرزقك برها إنه جواد كريم.
كم نغبطك ويغبطك معنا آلاف المسلمين ممن فقدوا أمهاتهم، فلم يعد ثم تواصل معهم ولا مجرد أمل لأن تكتحل عيونهم ولو لمرة برؤيتها أو سماع صوتها، وكم تغبطك فتيات في مثل عمرك غيّب المرض أمهاتهن، فصاروا كأنهن أموات وهن أحياء، أقصى أماني إحداهن أن تسمع ولو مرة كلمة (بنتي)! كم تغبطك فتاة تريد أن تتحدث مع أمها وتطلب منها النصيحة، تريد أن تتحدث مع من تثق أنها تحفظ سرها، وأن تنصحها دون منّ منها أو أذى!
أنت من المحظوظات -ابنتنا- أن متعك الله بالوالدة، وأن أبقاها لك على قيد الحياة، أمك الحنان الذي لا يعرف الكره، الأمن الذي لا يعرف الخوف، الرحمة التي لا تعرف الشدة، اليقين الذي لا يزال أبداً، أمك التي تعبت وكابدت وعانت في حملك ورضاعك وفطامك، وحملت عنك الأذى، وتحملت لأجلك كل صنوف العذاب لأجل أن تراك على قدميك.
قلّبي النظر -ابنتنا- في كل أم حولك معها وليدة، وانظري كيف كانت معاناتها وأنت صغيرة لتعلمي فضلها وتعرفي قدرها.
اليوم وقد غضبت منك لسبب ما حق أو باطل، وقالت ما قالت ساعة غضب، تغلقين أذنك وتقولين إنك لست صافية نفسياً من كلامها؟ هل هذا يعقل؟ هل هذا هو رد الجميل في تعبها لأجلك؟ هل هذا ما أوصاك به الدين حين قال نبيه صلى الله عليه وسلم: (أمك ثم أمك ثم أمك)؟ كنا نتوقع منك ألا تنامي ليلة أغضبتها إلا تحت قدميها متوسلة لها باكية عندها طالبة رحمة ربك في رضاها، كنا نتوقع منك أن تسألينا عن الطرق المتاحة وغير المتاحة لإرضائها.
ابنتنا الكريمة: اعلمي أن الزمن قصير، وأن العمر سريع ذهابه، فبادري باسترضاء رحمة ربك قبل أن ترحل إلى رحمة ربك، وساعتها والله لو بكيت الدمع عدد البحار ما سامحت نفسك، ولا طيبت خاطرك.
نصيحتنا لك -ونحن والله لك ناصحون- أن تذهبي إليها وحدك، وأن تتقلبي بين يديها وقدميها تقبيلاً وتأسفاً، وألا تفارقي المكان حتى ترضى عنك، واطمئني سترضى عنك في النهاية.
بارك الله لك فيها، ورزقك الله برها، والله الموفق.