كيف يمكنني غض البصر في المدرسة المختلطة وحفظ نفسي؟
2022-10-05 03:24:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم أولًا، ويشهد الله أني أحبكم فيه حباً جماً لمساعدتكم لي في أمور ديني ودنياي، أما بعد:
أعاني من مشكلة التبرج، وغض البصر، طرحتها لكم في استشارات سابقة، ولكن هذا الموضوع تطور وأتمنى مساعدتي.
يا إخواني الكرام: والله الذي لا إله إلا هو أني أعاني بشكل غير طبيعي، أدخل للفصل فأجد المعلمة متبرجة، أصبر وأحتسب، ولا تستثيرني، وزميلات الفصل يلبسن سروايل ضيقة، وفنيلة تظهر الثدي بشكل واضح، كلهم بهذا الشكل، ألتفت لليمين فتقع عيني على جسمها، وأنظر إلى الأمام تقع عيني على طالبة أخرى، لا أستطيع النظر إلا إلى طاولتي.
وعندما أشاهد هذه الأمور صدفة ينتصب قضيبي دون إرادتي، ثم يصبح عندي ضيق تنفس، وأتنفس بصعوبة بسبب التفكير فيما رأيته، يبدأ الشيطان يوسوس لي، هل أذهب للحمام وأستمني، أم أصبر في مكاني؟ والله أصبحت ميتًا وأنا حي.
يأتي أذان الظهر وأذهب للمسجد في الطابق الثاني في المدرسة، ويكون في طريقي نساء متبرجات، وعند ركوب الدرج أمامي امرأة تصعد السلم ولا أستطيع رفع عيني، فلو رفعتها وقعت عين على مؤخرتها، وأرى الطلاب والطالبات يتبادلون الأحضان والقبل، وأقول بنفسي: (وماعند الله خير وأبقى).
هل يجب علي عدم الخروج من الفصل حتى لا أرى شيئًا؟ والله أتعبني التفكير، أصبحت أدعو الله يوميًا بأن يريني معجزة حتى أعرف إن كنت على الطريق الصحيح أو لا؟ ويثبتني الله، هل أصوم يوميًا وأنا طالب، أم ماذا أفعل؟
ساعدوني بارك الله فيكم. وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ف.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- الحريص على الخير، ونسأل الله أن يحفظك ويسددك، لا شك أن الأمر الذي تذكره من الخطورة بمكان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء"، فنسأل الله أن يعينك على غض بصرك، وأن يعينك على الخروج من هذا الوضع الذي أنت فيه، ونتمنى أن تجد مدارس فيها أولاد، أو مدارس نسبة الأولاد فيها عالية، وحاول دائماً أن تكون في الجهة والمكان الذي فيه الأولاد الذكور.
ولا شك أن الوضع من الصعوبة بمكان، ولكن الإنسان ينبغي أن يجتهد في أن يتقي الله تبارك وتعالى، ونحن نشكر لك هذه المحاولات الكبيرة في البحث عن العفاف والطهر، ونحب أن نؤكد لك أن النظرة التي تثير الإنسان هي تكرار النظر والتركيز، فاجتهد في أن تتفادى النظرة بتركيز فإنما لك الأولى وليست لك الثانية، رغم أن الوضع كما تذكر أنت وسط غابة من النساء يميناً ويسارًا، فنسأل الله أن يعينك، وإذا كان هناك مجال للخروج من هذا المكان، أو استبدال المدرسة، أو اتخاذ أصدقاء، أو الاتفاق مع بعض الشباب أن تكونوا في ناحية في الصف تجلسون وحدكم بعيداً عن النساء، يعني بأن تكون صفوف النساء منفصلة عن الرجال، وفي هذه كلها يقول الله: (فاتقوا الله ما استطعتم).
ونحن نعرف أن الأمر صعب، ونحيي صمودك، ونذكرك بأن الإنسان إذا ترك هذا النظر الحرام وجد لذة هي أحلى من كل لذائذ الدنيا، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً، فاجتهد في أن تغض بصرك، واجتهد في أن تبتعد عن مواطن النساء، واجتهد في أن تكون إلى جوار الشباب وتتفق مع شباب أمثالك من الطيبين أن تنحازوا لبعضكم، وتكونوا إلى جوار بعضكم في الصف، ونسأل الله أن يعينكم على هذه الأجواء الموبوءة حقاً، ونتمنى أن يسخر الله لأمتنا من يباعد بين أنفاس النساء والرجال، فإن الشريعة تباعد بين أنفاس النساء والرجال حتى في الصلاة، ولذلك جعل خير صفوف الرجال أولها لبعدها عن النساء، وخير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال.
وأرجو أن يكون أيضاً في الطلاب والطالبات من يفكر بنفس الطريقة، حتى تجدوا -إن شاء الله- من يعينكم على الخير والثبات، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق، ونكرر لك التحية، ونحب أن نؤكد لك أن الصوم علاج ناجع ولن يؤثر على دراستك؛ لأن الإنسان إذا اعتاد الصوم فإن الصوم سيصبح عنده سهلاً.
نسأل الله أن يعينك على الخير وأن يحفظك بحفظه هو ولي ذلك والقادر عليه.