زوجي يرفض المجيء والجلوس مع أهلي للصلح بيننا، فكيف أتصرف؟
2025-01-12 22:56:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا امرأة متزوجة، وذهبت إلى بيت أهلي متضايقة من زوجي لأشياء كثيرة، هو مفرط فيها، وهي حقوق لي أوجبها الله للزوج على زوجته، وإلى الآن أنا عند أهلي منذ 55 يومًا، ويرفض الجلوس مع أهلي، ولا يريد، ويقول لي: ارجعي للبيت بدون أن أجلس مع أهلك، وأنا لا أستطيع الذهاب معه، هكذا بدون أن يجلس مع أهلي.
أنا لي شروط متفقة قبل ما أتزوج، وبعد الزواج نقضها، مع أن أهلي قالوا له: تعال نتفاهم على نقاطٍ معينة، وهو رافض للجلوس؛ لأنه يقول أنت تعرفين أن زوجك لن يلتزم بالشروط، ونحن يشهد الله أنّا يسرنا له كل الطرق للمجيء والجلوس، وبسطنا وسهلنا له الأمر، وهو رافض.
ويقول: "إياكِ والخروج من عتبة الباب، ستجلسين في البيت ولن تخرجي"، ويريد التضييق عليَّ، وأنا والحمد لله ملتزمة، ومن أسرة محافظة على حدود لله، ولا أخرج لحالي، وإذا خرجت أخرج مع أهلي، وعند الأقارب لصلة الرحم، ويقول: "لو خرجتِ تلعنك الملائكة"، مع العلم أنه ليس ملتزمًا، بل عنده تفريط وتقصير في الدين، والكمال لله وكلنا مقصرون.
أنا لا أخرج من البيت أبدًا، وعملت بكلامه، مع أن أهلي يخرجون، وأنا أستطيع الجلوس لحالي في المنزل، وهو يرفض الجلوس والمجيء إلى أهلي، والغلط منه وليس مني.
نريد جوابكم، حفظكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يصلح ما بينك وما بين زوجك، ويديم الألفة والمودة بينكما، ونوصيك -ابنتنا الكريمة- بالصبر والاهتداء بهدي الله تعالى للمرأة حين تجد من زوجها تقصيراً، أو نشوزاً، وامتناعاً عن كامل العشرة الطيبة، فقد أرشدها الله تعالى إلى الصبر والصلح مع زوجها وإن تنازلت عن بعض حقوقها، فقال سبحانه وتعالى: {وَإِنِ امرأة خَافَتْ من بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ والصُّلح خَيْر}، وأنت لم تبيِّني لنا في سؤالك ما هي هذه الحقوق التي قصر فيها الزوج، حتى نتمكن من الإجابة عن سؤالك بشكل دقيق وكامل.
ولكن نفيدك على جهة الإجمال بأن الزوج إذا كان قائمًا بواجب النفقة، والسكنى لزوجته، فإنه -والحالة هذه- لا يجوز للزوجة أن تخرج من بيته إلَّا بإذنه، إلَّا للضرورات والحاجات التي تدعو إلى الخروج، فإنه إن لم يأذن لها فلا يجوز لها أن تخرج بغير إذنه، ويضرب العلماء أمثلة بهذه الضرورات والحاجات كحاجتها إلى الدواء، وكحاجتها إلى تعلُّم الواجب عليها من أمر دينها، ونحو ذلك من الحاجات التي تجوز للمرأة الخروج من البيت دون إذن الزوج، أمَّا لغير ذلك فلا يجوز لها أن تخرج إلَّا بإذنه، ما دام قائمًا بالواجب عليه من الإنفاق.
أمَّا إذا كان ممتنعًا من الإنفاق عليها، فإنه في هذه الحالة يجوز لها أن تخرج لطلب نفقتها بغير إذنه.
نرجو -إن شاء الله- أن يكون قد اتضح لك ما تريدين السؤال عنه من خلال هذا الجواب الإجمالي، فإن لم يكن هناك ما يدعو إلى الخروج من البيت فننصحك بالرجوع إلى بيت زوجك، ومحاولة إصلاح ما بينكما، والمطالبة بالحقوق التي تريدينها دون هجر للبيت، فهذا خير لك ولبيتك ولزوجك، ومحاولة إقناع أهلك بذلك.
نسأل الله تعالى أن يُقدِّر لك الخير حيث كان.