الخوف من الموت والشعور بقربه!
2022-08-31 03:25:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني منذ قبل شهر ونصف من الوساوس والخوف الشديد من الموت، بحيث أصبحت أخاف من ركوب السيارة لكثرة أخبار وفيات حوادث المرور.
أصبحت أخاف من البرق في الأيام الممطرة، والخوف الشديد من النوبة القلبية، واحتمالية إصابتي بالسرطان عافانا الله.
سبب خوفي هو كثرة أخبار الوفيات، ورؤيتي الكثيرة للجنائز عندما أتجول في الخارج، ويأتيني اعتقاد بأنه يمكن أن أموت في أي لحظة، أموت وأنا غير جاهز لمقابلة الله تعالى، خصوصاً أن ذنوبي كثيرة.
على الرغم من أني أسعى لفعل الخير والمحافظة على الصلوات، لكن يبقى لدي اعتقاد بأنها غير كافية مقارنة بالذنوب التي عندي، دائماً لدي وساوس بأنه يمكن أن تكون صلاتي باطلة لسبب ما لا أعرفه، أو أن ذنوبي تسقط جميع حسناتي.
الأمر شاغل بالي كثيراً، ويحرمني من النوم أحياناً ولا أستطيع القيام بأي شيء إذ أصبح كل شيء بلا معنى بالنسبة لي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -يا بني- عبر إسلام ويب، وأدعو الله تعالى لك بالتوفيق والسداد، لا شك أننا كمسلمين كلنا يؤمن بما يقوله ربنا سبحانه وتعالى: (كل نفس ذائقة الموت)، نعم ما وصفت في سؤالك -يا بني- ربما هو أقرب للرهاب والخوف منه إلى الوسواس، وبحيث أصبحت تخاف من كثير من الأمور، كركوب السيارة خشية الحوادث والموت، وكذلك الخوف من الإصابة بالسرطان وغيرها أمور كثيرة ذكرتها في سؤالك.
تعتقد أيضاً بأنك يمكن أن تموت في أي لحظة، وهذا في الواقع صحيح، فكلنا يؤمن أنه ربما يفارق الحياة في أي لحظة وهذا هو ما نؤمن به، ولكن الإسلام لم يعلمنا هذا لنعيش في حالة قلق دائم، وإنما لمجرد أن يدفعنا ويحثنا على إحسان العمل ومراقبة أعمالنا لتكون صالحة، كما يقول الله تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)، أيضاً ومن منا جاهز لمقابلة رب العالمين، نسأل الله السلامة، لكن نسدد ونقارب ونبذل قصارى جهدنا في طاعته سبحانه وتعالى، وفق قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، والعبادة هنا بمعناها الشامل بكل الأعمال الدينية والدنيوية.
ربما ما تمر به -يا بني- هي حالة عابرة يمكن أن يمر بها معظم الشباب، وهم في مثل سنك حيث أنت في الثامنة عشر من العمر، والأيام ستعلمك الاعتدال في هذا الخوف من الموت وفي ترقبه، لا أظن في هذه المرحلة أنك تحتاج للعلاج الدوائي أو زيارة للعيادة النفسية، وإنما ربما يكفي تذكيرك لنفسك بما ذكرته لك في جوابي هذا من ضرورة الاعتدال في تعاملنا مع حقيقة الموت، وربما إذا شغلت نفسك ببعض الأعمال المفيدة، بالإضافة إلى العبادة وتلاوة القرآن، وشيء من الرياضة، وبعض الهوايات المفيدة، فربما هذا يصرف ذهنك نوعاً ما عما تخافه وتخشاه، ولكن إن طالت الحالة ولم تشعر بالطمأنينة التي أدعو الله تعالى أن ينزلها في قلبك فربما عندها يفيد أن تفكر في أخذ موعد مع طبيب نفسي أو أخصائي نفسي يخشى الله تعالى ليعينك ويوجهك إلى أفضل السبل.
أدعو الله تعالى لك بالصحة والسلامة.