أحب رجلًا وفرض أهلي عليّ رجلًا آخر، فماذا أفعل؟
2025-01-11 23:00:26 | إسلام ويب
السؤال:
كنت أحب رجلاً بنية الزواج به منذ 5 سنين، وحصلت ظروف، وابتعدنا ورجعنا أكثر من مرة، وأهلي اختاروا لي رجلاً آخر، لكني رفضته من أول مرة، لأني غير متخيلة نفسي مع أحد غير الشخص الذي أحبه، لدرجة أني كرهت الزواج، وكلما أصلي استخارة أحلم بالشخص الذي أحبه.
ازداد حبي له لدرجة أن أمي قالت لي كلاماً قاسياً جداً، وقالت بأني لست ابنتها إذا لم أوافق على الذي اختاروه لي، وأنا يعلم الله بي أني لا أريده، وأخشى أن أظلمه معي، ولا أعرف ماذا أعمل!
حاولت أكثر من مرة أن أتخلى عن الشخص الذي اختاروه لي، علماً أنه يكلم أهلي ويشتكي من معاملتي له، ويحدث في البيت خصام معي، وصراخ، وأنا تدمرت بسبب التنمر.
أحلم بالشخص الذي أحبه بعد كل صلاة استخارة، وحاولت أن أتكلم مع أهلي بأني غير قادرة على تخيل من اختاروه زوجاً لي، وهم لا يريدون أن يفهموني.
ماذا أفعل؟ الشخص الذي أحبه غير جاهز للمجيء لخطبتي والتقدم للكلام مع أهلي، ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tomoh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
أختنا الفاضلة: الشاب الذي أردت الزواج منه ليس مؤهلاً، ولا جاهزاً، كما تفضلت، والعلاقة التي بينكما وإن كانت في حدها الأدنى فهي حرام شرعاً، ولا تجوز، وكان ينبغي عليك ابتداء غلق هذا الباب، وعدم السماح بأن يفتح هذا الباب عليك، هذا الباب الذي أفسد عليك حياتك، وشعرت بعدم قبول أي أحد غير من تصورته زوجاً، ولا شك أن الشيطان صنع صنيعه معك، وضخم الأمر فوق الحاجة، وجعل حياتك اليوم كابوساً؛ بسبب سراب ليست له أي معالم.
أختنا: إننا ننصحك بما يلي، ونرجو أن تتقيدي بما نقوله قبل أن تراسلينا، كما تفعل بعض أخواتنا، وقد جاوز قطار الزواج المحطات، وأصبحن بحكم الواقع عوانس أو كدن:
1- الحديث إلى والدتك حديث مكاشفة وصراحة، عن رغبتك في الزواج من شاب ليس مستطيعاً من الناحية المادية، ولها هي أن تقرر الأمر، وهي أدرى الناس بمصلحتك.
2- إن لم تقدري فالحديث إلى الشاب أن يأتي ويتقدم للزواج، على أن تهيئي الأمر لذلك في بيتك عن طريق من تثقين به كأختك أو أخيك أو خالتك أو أي أحد له مدخل على والدتك، فإن رفض الشاب فقد ظهر أمره وتبين، والحمد لله، وإن جاء إليك وتم القبول فهو الخير لك، وإن رفض الأهل فالحمد لله، ولا زالت أمامك فرصة للزواج.
أختنا: نحن هنا تردنا كثير من الاستشارات حول هذه النقطة، ونقول لك ومن واقع خبرة ليست بالقليلة: إن أكثر من انتظرت خاطباً بعينه لم يأت، وبعضهم حين اقتدر تزوج من أخرى، وبعضهم غاب فجأة وظلت المرأة -بعد أن كان باب بيتهم لا يمل طرق الباب- إلى أن أصبحت الأم تعرضها على الأمهات.
الكثير من رسائل الندم تأتينا للتعبير عما فات، لكن المصيبة أن الوقت قد مضى، وما مضى من الوقت لا يعود، لكن موضوعك -لله الحمد- ما زال هناك من يريد خطبتك، فلا تتخذي قراراً تندمين عليه غداً.
نرجو ألا تغضبي من ثقل حديثنا، كما نرجو أن تغلقي باب الشيطان على نفسك، فإنا -والله- حريصون عليك، وعلى كل أخت مسلمة لنا.
الخاطب الذي أتاك انظري إليه، وإلى ميزاته وحسناته، وإلى عيوبه ومآخذه، فإن كانت حسناته أكثر فاستخيري الله تعالى، وتوكلي على الله، وامسحي رقم ذاك الشاب من حياتك تماماً، وابدئي حياة جديدة مع من رضيه الله زوجاً لك، واعلمي أن الخيرة فيما قضاه ربنا وقدره، وقد صليت الاستخارة على هذا الشاب، وفائدة الاستخارة أن الله سيختار لك الخير، فإن كان الخير فيه أتى وتمت الخطبة، وإن لم يكن فيه وكان في غيره، فالرضا بقضاء الله هو ديدن المسلم.
احذري أن تخسري من قاموا عليك تربية، وتعليماً، وسهروا لراحتك، من أجل وهمٍ، فالوالدان حقيقة، وكل ما عدا ذلك وهمٌ -أختنا-، فلا تخسري والديك وأهلك، ولا تنساقي خلف عاطفتك.
نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.
والله الموفق.