كيف أقنع زوجتي على ترك العمل بعد أن نقضت عهدها؟
2022-08-28 04:52:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجتي ربة منزل، لا تعمل منذ زواجنا منذ 10 سنوات، وقد رزقنا الله بطفلتين وأنا أعمل جاهدًا لتغطية متطلباتهم المعيشية، الحمد لله في نعمة وفضل.
منذ سنتين طلبت زوجتي العمل بأحد الحرف اليدوية بالمنزل، والتجارة عبر الإنترنت، وقد شجعتها ودعمت مشروعها ماديًا ومعنويًا، وشاءت الأقدار وسافرت في مهمة خارج البلاد لمدة قصيرة، طلبت من زوجتي في تلك الفترة التوقف مؤقتًا عن العمل حتى أعود، وذلك بسبب خوفي عليها وعلى الأطفال، خاصة وأن من يورد الخامات والزبائن أشخاص غير معروفين لدينا، وزوجتي وحيدة مع الطفلتين.
وافقت زوجتي ووعدتني بالتوقف لحين عودتي، ولكن بعد سفري لمدة شهر وجدتها تتابع العمل على صفحتها، وحين عاتبتها تحججت بأن الأمور بسيطة، وأنني أضخم الأمر، وأنه حق من حقوقها، وليس لي دخل في عملها ما دامت تعتني بالبيت والأطفال.
ردة فعلها كانت مهينة وغير مقبولة، وهناك تقصير واضح مع بناتي، خاصة في سلوكهم وتعليمهم، وهو أمر لا أتهاون معه، حذرتها أكثر من مرة دون جدوى، حاليًا أنا لا أتكلم معها بهذا الخصوص إلى حين عودتي، تجنبًا لحدوث أي مشادات كلامية أمام البنات، وحتى أعطي نفسي فرصة لاتخاذ القرار المناسب لي ولأسرتي، وهو التوقف الفوري عن العمل، والتركيز مع البنات والمنزل، خاصة وأنني لا أحتاج أي مساعدة مادية، ومشروعها لا يدر عليها سوى القليل.
شخصية زوجتي عنيدة، وأتوقع نشوب خلافات عنيفة بهذا الخصوص، سؤالي، ما هو رد الفعل الصحيح تجاه هذا الموقف، خاصة بأنها نقضت وعدها، وضربت بكلامي عرض الحائط أكثر من مرة؟
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك التواصل والحرص والاهتمام، وزادك الله حرصاً وخيراً وأصلح الله لنا ولك النية والذرية، وهدى هذه الزوجة وسائر المؤمنات إلى ما يحبه ربنا ويرضاه.
نتمنى أن تدرك هذه الزوجة أن طاعة الزوج مما أوجبته هذه الشريعة المباركة، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، والذي أمر المرأة بأن تطيع زوجها هو الله خالق الرجل وخالق المرأة، وما يحصل منها لا توافق عليه هذه الشريعة بقواعدها وضوابطها، ونتمنى أن تشجع تواصلها حتى تسمع الإجابة الشرعية، وأرجو أيضاً أن تجد من الدعاة والداعيات أن تبين لها خطورة ما يحدث.
ورغم هذا الذي يحدث إلا أننا نريد منك أن تنظر للأمور نظرة شاملة وتجتهد في هدايتها، ودعوتها إلى الله تبارك وتعالى، وتعطي نفسك الفرصة لعمل تقييم كامل، وذلك بأن تجمع ما فيها من إيجابيات وتضع إلى جوارها هذه السلبيات والنقائص وبعد ذلك تقارن، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يعطينا هذا الميزان: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر"، وما تفعله الزوجة لا يرضينا ولا يرضيك، وأيضاً إذا أصرت لا يرضي الله تبارك وتعالى.
ولكن الأمر يحتاج إلى صبر، والتعامل مع النساء يحتاج إلى حكمة، ولست أدري هل هذه قناعات عندها أم هناك من يحرضها؟ أو عندها أسباب وجيهة؟ وما الذي يدفعها للقيام بهذا العمل على حساب أسرتها؟ في الشريعة التي تبيح للمرأة أن تعمل، من شروط عمل المرأة أن لا يكون ذلك سبباً لضياع الأبناء، أو الزوج، يعني التقصير في حق الزوج أو في حق الأبناء يعتبر من موانع العمل بالنسبة للمرأة.
أما إذا استطاعت أن توفق بين هذه الأمور واستطاعت أن تعمل دون مخالفات تترتب على عملها، أو على تواصلها مع الموزعين أو الزبائن الكبار الذين يروجون لبضاعتها، هذه كلها ضوابط شرعية لا بد من مراعاتها، وعلى كل حال أنت صاحب القرار، لكن نحن دائماً نتمنى عدم الاستعجال في اتخاذ مثل هذه القرارات، وإدخال الحكماء والعقلاء والعلماء والفضلاء من أهلك وأهلها من الذين يمكن أن تقبل كلامهم، حتى تضع النقاط على الحروف، والأفضل من ذلك التواصل مع مراكز مختصة في العلاقات الزوجية حتى يضعوا معكم النقاط على الحروف.
ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأكرر أنت صاحب القرار، لكن لا نريد أن نستعجل في اتخاذ القرار، خاصة مع وجود أبناء بينكم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.