ظلم عمومتنا الذي طال والدتي.. كيف نتصرف معه دون إغضاب والدي؟
2022-08-15 01:34:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عانت عائلتي الكثير من الأذى والظلم، وأُكلت حقوقنا من أعمامي وعماتي كثيرا.
رغم كل ذلك والدي لا يرى بأنهم ظلمونا، ودائما يبرر نواياهم، هو الوحيد الذي يرى ذلك، علما أنهم استولوا على جزء من أرض والدتي بغير وجه حق، وتكلموا عنا بالسوء من أمامنا وخلفنا، وانتقصوا من احترام والدتي كثيرا.
كثرة المشاكل الخارجية انتقلت وتحولت إلى مشاكل بين والدي ووالدتي، لأنه لم يقف معها، ولم يقل كلمة الحق، ونحن أولادهم شاهدنا ما عانت والدتنا من ظلم، ولا يمكننا الرد؛ خوفا من الله، ومراعاة لأبينا حتى لا يغضب علينا.
ماذا نفعل، وكيف نقنع والدي بما يفعلونه؟ وكيف نتعامل معه ومعهم؟
شكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
أولاً: لقد أصبتم -أيتها البنت العزيزة- كل الإصابة ووفقتم كل التوفيق في مراعاتكم لأبيكم وعدم التعرض لإغضابه باتخاذ موقف ضد قرابتكم هؤلاء، ولكن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، فصبركم وصبر والدتكم على هؤلاء الأقارب لا يضيع، ولعل في موقف والدكم ما يدعوكم إلى التأمل العميق في المصالح الذي يرجوها والدكم من وراء هذا الموقف، فلعل هذا الموقف تبعث عليه بواعث خيرة كثيرة، أولها التماس الأعذار للآخرين وحمل مواقفهم وكلامهم على أحسن المحامل، وهذا خلق يبعث عليه التأدب بآداب الشرع الحكيم، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بإحسان الظن وتجنب سيئه ما أمكن ذلك، وقال: (إياكم والظن)، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن).
فربما يقع القريب في ظلمك وهو يرى أنه على صواب وأنه محق ولا يقصد الإساءة أو الظلم؛ فالتماس الأعذار له في مثل هذه الحال شيء حسن من شأنه أن يعود بالخير على الأسرة كلها، فإنه يقلل الشحناء والبغضاء ويحفظ للأسرة اتحاد كلماتها وينفع الناس بعضهم بعضاً، وهذا لا يمنع إفهام هذا الآخر بخطأ ما وقع فيه، بأسلوب لين وحكمة، وقد يكون من البواعث وراء هذا الموقف الذي يتخذه والدكم أنه آثر وفضل الصبر والاحتساب، وأنه رى أن تحمل هذه المظلمة والصبر عليها خيراً وأفضل من مواجهتهم والوصول معهم إلى حال من القطيعة والتدابر فيما تكون المفسدة فيه أكبر من مفسدة هذه المظلمة، وهذا بلا شك حسن خلق وحسن ديانة وحسن ظن بالله سبحانه وتعالى بأنه سيجازي الصابر المحسن ويعوضه خيراً مما ذهب منه.
فإذاً نحن ندعوك -ابنتنا الفاضلة الكريمة- إلى تفهم موقف والدكم، والنظر في عواقب الأمور، وإنه ما يدعوه إلى ذلك ما يتوخاه ويرجوه من الخير من وراء هذه المواقف، والله سبحانه وتعالى لن يخيبه بذلك، فإذا استطعتم أن توصلوا هذه الفكرة أيضاً إلى والدتكم لترضى بما يقع وتتوافق مع والدكم في الموقف فهذا شيء حسن، وهذا لا يمنع الانتصار وأخذ الحق إذا لم يكن بالإنسان صبراً وجلداً على الصبر على ما وقع عليه من الظلم، فأخذ الحق لا يعاب شرعاً وإقناع والدكم بأخذ الحق والوقوف عنده أمر سهل يسير -إن شاء الله-.
ومن وسائل إقناعه أن لا تجعلوه في مواجهة أهله وقراباته في المطالبة بذلك الحق، وأن والدتكم إذا كان لها حق تطلبه ينبغي أن تطلبه هي أو أن تستعين بأحد أقاربها كإخوانها أو نحوهم تجنيباً للوالد في أن يقع في قطيعة مع أهله وقراباته.
نسأل الله تعالى أن يقدر لكم الخير وأن يصلح ذات بينكم.