أعاني من الوسواس القهري والذهان، فما العلاج؟
2022-07-31 03:12:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب عمري 19 سنة، ومنذ خمس سنوات بدأت لدي أعراض الوسواس القهري والفصام، من حيث الشعور بالاضطهاد والأفكار الوهمية، وبعد أن قمت بزيارة طبيب نفسي وصف لي دواء للوسواس القهري، لكنه لم ير جانب إصابتي بالفصام، وكان ذلك حتى زيارة الطبيب الرابع، قمت بشرح أعراضي المتمثلة غالبا في الشعور بالاضطهاد والمراقبة والوساوس القهرية التي كانت عبارة عن أفكار غير منطقية، حيث كنت أشعر بلمس شيء وهو بعيد عني، أو غير موجود أصلا، لكن أشعر بها وكأنها حقيقة، وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك أعراض هوس متمثلة في الشعور بطاقة عارمة وقوية تجبرني على التحرك والثرثرة كثيرا، كما كان هناك اكتئاب رهيب جدا يسيطر علي كل الوقت.
الآن أنا أشرب دواء prisdal المحلول ودواء no dep 50mg ودواء anafranil 70mg و témesta 2,5mg، ومع المتابعة في تناول الدواء استقر مزاجي نوعا ما، وانخفضت مشاعر الحماس إلى نسبة ما.
هل دواء prisdal يعالج الفصام كالأدوية الأخرى، أم أنه يخفف من حدة الأعراض فقط؟ هل تتحسن قواي الذهنية كالتفكير والتذكر والقراءة مع الاستمرار في تناول الدواء مع العلم أن حالتي صعبة؟ أشعر أن اتصالي بجسمي أو وعيي به منعدمة، وأبقى محدقا في الفراغ لفترات طويلة دون إدراك ما يجب علي فعله في نفس اللحظة، هل هذا سيتعالج مع الاستمرار في الدواء؟ هل يعالج الدواء ضعف التفكير واللغة والذاكرة؟ وهل هناك أدوية أخرى مضادة للذهان تعالج هذه الأعراض؟ وهل يعتبر دواء بريسدال علاجا للكتاتونيا؟ لأني أجد أنني أعاني منها منذ البداية، لكن لم ألاحظ تحسنا أبدا فيها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سهيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: في بعض الأحيان تتداخل الأفكار الوسواسية مع الأفكار الذهانية، والتشخيص قد يكون ليس من السهل، والطبيب يحتاج لأن يناظر المريض أكثر من مرة وأن يكون حسن الملاحظة، وأن يتدقق من نوعية الشكوى، هذه الحالات أي حالات الوساوس القهرية مع الأفكار الاضطهادية الذهانية نسميها بالوسواس الذهانية أو الوسواس الفصامية أو الفصام الوسواسي، وشيء من هذا القبيل.
والخطة العلاجية التي وضعها لك الطبيب هي خطة جيدة جداً، وبالنسبة لسؤالك حول عقار بريسدال وهو الرسبيريدال أو رسبريادون هو من الأدوية الفاعلة جداً لعلاج الأمراض الذهانية خاصة مرض الفصام، ويعرف عن الرسبريادون أنه دواء رائع في علاج الوساوس إذا أعطيناه كدواء داعم، يعني ليس هو العلاج الأساسي لكنه علاج داعم، وأنت تتناول الانفرانيل من أجل علاج الوساوس، أنا أقول لك استمر على الرسبريادون فهو علاج فاعل جداً لعلاج حالتك، كما أنه -إن شاء الله تعالى- يساهم في استقرار حالتك النفسية وتحسين الذاكرة، يؤدي إلى اختفاء الأفكار الذهانية وكذلك الوسواسية.
البريسدال أو الرسبريادون يعالج الكتاتونيا إذا كان سبب الكتاتونيا ذهانياً، الفصام الكتاتوني مثلاً وهذه حالات نادرة، أيها الفاضل الكريم أود أن ألفت نظرك أنه بجانب العلاجات الدوائية لا بد أن يكون نمط حياتك نمطاً مرتباً تحسن إدارة وقتك، تتجنب السهر، تتجنب النوم النهاري، تزيد من معدل التمارين الرياضية التي تمارسها، وتحرص أيضاً أن تواظب على الصلاة في وقتها، تجنب السهر، والاستيقاظ المبكر وقراءة شيء بعد صلاة الفجر، مثلاً بعد أن تقرأ وردك القرآني اليومي إذا كان لديك أي أشياء تتعلق بالدراسة مواد صعبة، مواد حفظ، هذه يمكنك أن تدرسها في الصباح، لأن مستوى التركيز دائماً يكون أفضل، الرياضة تحسن التركيز كما ذكرت لك، أيضاً النظام الغذائي الدقيق والمنضبط والجيد فيه فائدة كبيرة جداً بالنسبة لك، عليك أيضاً أن تحرص على التواصل الاجتماعي، وأن تقوم بالواجبات الاجتماعية، وأن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وفي ذات الوقت تكون حريصا جداً على اتباع التعليمات الطبية التي يفيدك بها طبيبك المعالج.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.