الوساوس القهرية أثرت على علاقتي بزوجي.. ساعدوني
2022-06-27 04:40:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ما تبذلون من جهد، فمنذ مدة طويلة أعاني من الوساوس القهرية، ولم أستطع زيارة طبيب، ولكن بفضل الله ومن ثم استشارات موقعكم، علمت أن ما بي وساوس، فتغلبت على أكثرها بالعلاج السلوكي، ولكن هناك نوع لا أستطيع التغلب عليه.
أنا الحمد لله، متزوجة، ولي طفلتان، منذ سنوات وأنا أبحث عن علاج للوساوس، رأيت وسواسا قذرا على النت، كانت تعاني منه امرأة فأثر على حياتي الزوجية وأصبحت أتهرب من العلاقة، وأشعر بالذنب تجاه هذه الوساوس التي محتواها وساوس قذرة عن الذات الإلهية تأتيني عند العلاقة الحميمية مع الزوج، فأثرت على حياتي وأشعر بالذنب.
أرجوكم ساعدوني، أنا الآن حامل، وأخاف أن تؤثر على صحتي، كيف أتغلب على هذا الشعور بالذنب؟ وهذه الوساوس بأكملها وأستمتع بالعلاقة مع زوجي؟
أريد علاجا سلوكيا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وأشكرك على كلماتك الطيبة، الوساوس القهرية في بعض الأحيان تحتاج إلى العلاج الدوائي بجانب العلاج السلوكي، وأفضل النتائج حصل عليها الناس من خلال المزج بين هاتين الوسيلتين العلاجيتين؛ الآن أنت يمكنك أن تتعاملي مع هذا الوسواس من خلال ثلاث تطبيقات، التطبيق الأول نسميه إيقاف الأفكار، اجلسي في غرفة وبكل هدوء تصوري هذه الفكرة الوسواسية القذرة أمامك مجسدة بصرياً وخاطبيها قائلة: قفي، قفي، قفي، أنت فكرة وسواسية قذرة، أنت تحت قدمي وهكذا، تكررين هذه المقولة وبكل تمعن وبتدبر وتستمرين في التكرار حتى تحسي بالإجهاد أو على الأقل يكون التكرار لمدة دقيقتين، بعد ذلك تطبقي التمرين الثاني، والذي يسمى صرف الانتباه ومن خلال صرف الانتباه يأتي الإنسان بفكرة تكون أكثر علواً وسمواً وجمالاً وذات معنى أطيب، علماء السلوك وجدوا أن الإتيان بهذه الفكرة يؤدي إلى إزاحة الفكرة الوسواسية، مثلاً تأملي في التنفس لديك، كيف أن الهواء يدخل وكيف أن الأوكسجين ينتشر في الدم من خلال الرئتين، وكيف أنه هو المولد للطاقات ثم قومي مثلاً بعد التنفس لديك، قومي مثلاً برسم الرئتين هذه فكرة سامية جداً فكرة ممتازة جداً، وقطعاً الاندماج مع هذه الفكرة والتركيز عليها سوف يزيح الفكرة الوسواسية.
بعد ذلك تطبقين التمرين الثالث، وهو ما يسمى بالتنفير أن تربطي الفكرة الوسواسية مع فعل منفر مثلاً قومي بشم رائحة كريهة وفي ذات الوقت فكري في الفكرة الوسواسية، هذا يضعفها وهنالك تمرين قد يكون أسهل، وهو أن تقومي بالضرب على يدك بقوة وشدة على جسم صلب كسطح الطاولة مثلاً، وتربطي ما بين هذه الضربة وإيقاع الألم على نفسك والفكرة الوسواسية، أي أن الربط بين الألم والشعور المنفر والمضغوط والذي لا تحبه النفس حين تربطه بالوسواس سوف يضعف الوسواس، يكرر هذا التمرين 20 مرة متتالية.
إذاً هذه التمارين العلاجية الثلاثة التي يمكنك أن تطبقيها ويجب أن يكون التطبيق تطبيقاً جاداً وأن تجلسي في مكان هادئ داخل الغرفة مثلاً، ويجب أن تستغرق هذه العملية العلاجية على الأقل 20 دقيقة، ويا حبذا لو قمت بها بمعدل مرة صباحا ومساء، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تخلصي من الفراغ، حقري هذه الأفكار، تجاهليها، اجتهدي في واجباتك الزوجية والمنزلية والتربوية والدينية، وهذا إن شاء الله تعالى يشغل فراغا كبيرا جداً بالنسبة لك.
بالنسبة للعلاج الدوائي نحن نقدر أنك في فترة الحمل لكن هنالك أدوية سليمة جداً حتى في مراحل الحمل الأولى، للتأكد والاطمئنان أكثر يمكنك استعمال الدواء بعد إكمال الشهر الرابع، من أفضل الأدوية العقار الذي يسمى بروزاك هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي فلوكستين من أفضل الأدوية وأسلمها حتى في الحمل، يمكنك أن تتناوليها بجرعة كبسولة واحدة 20 مليجراما يومياً لمدة أسبوعين، ثم اجعليها 40 مليجراما يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها كبسولة واحدة يومياً لمدة أسبوعين، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفين عن العلاج، ويجب أن يكون هذا التوقف قبل الولادة بأسبوعين إلى ثلاثة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.