أشعر بهم وغم بعد عقد قراني على الفتاة، فكيف أتخلص من هذه المشاعر؟
2022-05-25 05:04:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 32 سنة، منذ فترة وأنا أبحث عن بنت للزواج، وتقدمت لأكثر من بنت ولم تتم أي خطبة، ولكن عن طريق صديق لي دلني على بنت من معارفهم، وذهبنا أنا وأسرتي ورأينا البنت وسألنا عن صلاتها وصيامها وأثنوا كثيرا عنها، وأتذكر عندما رأيتها أول مرة شعرت بارتياح وتقبل؛ لأن شكلها فيه شيء من الجمال أيضا، وتمت الخطبة وبنفس اليوم عقدنا القران، ولكن بعدها أنا تغيرت، أحسست أني تسرعت في خطبتها، وأشعر بضيق شديد، وأقول لو انتظرت أكثر لرأيت فتاة أفضل منها، وأنها من عائلة فقيرة، ومن خلال كلامي معها تبين أنها كثيرة الضحك ولها الكثير من الصفات التي لا تتشابه مع صفاتي، فأنا من النوع قليل الكلام، أزن الأمور بعقلي، لدي حدة في التعامل، هي عكسي تماما، عاطفتها تطغى على عقلها.
عندما أطلب منها أن تغير صفة فيها أو طبع تستجيب فورا وتغير طبعها، وعندما أذهب لزيارتهم أشعر بارتياح لها ولأهلها، ولكن ما إن أخرج منهم أو أغلق خط الهاتف معها أشعر بهم وغم، وبدأت تظهر على تصرفاتي معها! أخاف أن أستمر معها وأظلمها لاحقا معي، أو أن أتركها وأندم! هي تحبني كثيرا وتسعى لإرضائي، ولكن مشاعري متقلبة تجاهها، تارة أحبها وتارة أشعر بضيق.
دائما أدعو الله أن يفرج عني، هل يجوز أن أصلي صلاة استخارة لإتمام الزواج أم لا؟ لأن موعد زواجي قريب، ماذا أفعل كي أتخلص من هذه المشاعر؟ وهل يجب أن يعيش الإنسان قصة حب مع خطيبته كي يطمئن للزواج؟
شكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الكريم وأخانا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين الفتاة المذكورة على خير.
هذه الفتاة فيها مواصفات عالية وغالية، والتوافق الذي حصل بين أسرتك وأسرتها، ولدينها وما فيها من صفات كل ذلك من الأشياء التي تدعوك إلى التمسك بها، خاصة بعد أن شعرت بارتياح وشعرت أن فيها جمالا، وهذه مطالب غالية وعالية، ثم تعوذ بالله من شيطان لا يريد لنا الخير ولا يريد لنا الحلال.
وعليه ننصحك بإكمال المشوار، وعليك أن تعلم أيضاً أن كسر الخواطر من المشاكل الكبيرة، ولا يجوز للإنسان بعد أن دخل بيت الناس وارتاح للبنت أن يتركها للأسباب المذكورة، وكثرة الضحك وزيادة العاطفة هذه ميزات وليست عيوبا، وكون العاطفة عندها أكبر فهذه طبائع النساء، والرجل هو الذي تزيد عنده جرعة العقل، وبهذا يحصل التعادل، يكون هنا عقل زائد وهناك عاطفة زائدة، فالعقل بحاجة إلى عاطفة، والعاطفة بحاجة إلى عقل، وأنت قائد البيت، أنت القيم على الأسرة، وإذا كانت مطيعة لك تستجيب لما تطلبه، فهذه ميزة طيبة فيها، تضاف إلى صفاتها الطيبة الأخرى.
ولذلك أرجو أن لا تتردد في إكمال المشوار، وهذه المشاعر التي تأتي الإنسان كلها من عدونا الشيطان، كما قال ابن مسعود "إن الحب من الرحمن وإن البغض من الشيطان يريد أن يبغض ما أحل الله لكم"، فلذلك ننصح وبشدة لإكمال هذه الموضوع، وبالاجتهاد في التعوذ بالله من الشيطان، وتذكر ما فيها وفي أهلها من الإيجابيات، ونسأل الله أن يسعدكم وأن يرفعكم عنده درجات.