أشعر بالرجفة عند رؤية الأشخاص، فهل ما أشعر به مرض نفسي؟
2022-06-05 23:50:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عندما أرى فتيات وأولادا في نفس سني، ورجالا ونساء كبارا أرتجف وقلبي ينبض، ولا أستطيع التنفس، ويتطلب مني نصف ساعة لأهدأ، ولا أعلم كيف أتحدث مع أي شخص.
أشعر أن الجميع لا يراني، ليس فقط شعور، إنها حقيقة، وحتى عندما تسأل الأستاذة سؤالا وأنا أعرف الإجابة لا أرفع يدي، ولكن عندما تقول لي: قفي وقولي الإجابة، أقول لا أعرف حتى لو كنت أعرفها، لا أعرف كيف أتحدث أمام عدد كبير من الناس.
عائلتي لا تهتم إذا تحدثت مع شخص سيظن بأنني غريبة ولكنني أحاول أن لا أرتجف، ولكن يدي تبدأ بالارتجاف مثل شخص ما قتل أمامها، فعندما كنت صغيرة لم أكن هكذا، كنت اجتماعية، والجميع أصدقاء لي، ودرجاتي عالية، ولكن الآن درجاتي ضعيفة، وليس لدي أصدقاء، ولا يمكنني أن أنطق بكلمة أمام أحد من عائلتي، يقولون لي: فاشلة، وأدعو ربي أن يتوقف عني هذا الخوف، الجميع يظن أنني غريبة، ولكن أنا إنسانة مثلهم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.
الأعراض التي وردت في استشارتك تنطوي تحت ما يُسمَّى بالخوف أو القلق أو الرهاب الاجتماعي، وقد يظهر في سِنّ المراهقة نتيجة للتغيرات الجسمية والنفسية والاجتماعية المختلفة لهذه الفئة العمرية، وقد تظهر المشكلة في الأعمار التالية، خاصة إذا لم تُعالج منذ البداية.
والأسباب قد تتعدد، ولكن جوهرها أو محورها هو عدم الثقة بالنفس، أو الخوف من انتقادات الآخرين، والخوف من الوقوع في الخطأ، وتضخيم ذلك بطريقة مبالغ فيها.
والأمر متعلق بثلاث مكونات، وهي: الأفكار والشعور والسلوك، فالأفكار في الغالب تكون سلبية عن الذات، وإعطاء الآخرين حجم أكبر من حجمهم، والمقارنة المستمرة بين ما لدى الشخص من قدرات وإمكانيات وبين ما لدى الآخرين، وينتج عن ذلك شعورًا بالقلق أو الخوف بأنكِ غير كفء، ثم تظهر الأحاسيس الجسدية من زيادة في ضربات القلب أو ضيق في التنفس أو التعرُّق والتلعثم في الكلام أحيانًا، وهذه بدورها تُؤدي إلى سلوك التجنُّب، سواء بعد الخروج أو بعدم لقاء الآخرين، أو عدم الاستجابة في حالة التعرُّض لأي سؤال أو حديث مع الآخرين.
والعلاج يكمن في المواجهة، وتحمُّل القلق الناتج عن ذلك بصورة متدرِّجة، ممَّا يُؤدي إلى اقتلاع المشكلة من جذورها، فحاولي أن تضعي نفسك دائمًا في دور المهاجم وليس في دور المدافع، مثلاً: ابدئي بإلقاء الأسئلة على الآخرين عندما تُتاح لك الفرصة في التحدُّث معهم، وحاولي إدارة نقاشات مع مجموعات مُصغّرة من الناس الأقلّ منك سِنًّا ومعرفةً، أو قومي بالتدريس لمن هم أقلَّ منك سِنًّا أو مستوى، ونوصيك أيضًا بالاشتراك في أعمالٍ تطوّعيّة تجمعك بفتياتٍ في سِنِّك، فإن ذلك يُعزّز الثقة بالنفس ويزيد من قدراتك ومهاراتك الاجتماعية.
والله الموفق.