قاطعت صديقتي لكثرة ما تشغلني ولم أخبرها بالأسباب.. ما نصيحتكم؟
2022-05-22 02:41:56 | إسلام ويب
السؤال:
لي صديقة كنت أتعامل معها بحب، وهي أيضا إلى أن تقربت مني جدا، واعتبرتني أغلى ما عندها، ولكن هي لم تكن عندي كذلك فكنت أستمع لحياتها ومشاكلها بدافع النصح، ومحاولة إصلاح أمور حياتها، ولكن من شدة ما تقربت مني أصبحت تعيق حياتي من كثرة الاتصالات من دون مبرر، ومضايقتي طوال الوقت بحكم أني صديقتها، فيجب أن أحتملها وقت ضيقتها، وأصبحت حياتها أصعب مع الوقت فتضايقني أغلب الأوقات بحجة أنها تعتبرني أغلى ما عندها فتخرج ما في صدرها، وما يغضبها علي، وأنا مطالب مني احتمالها؛ لأنها صديقتي.
ضاق بي الحال وكرهت صداقتها، وأخذت خطوة في قطيعتها تماما بدون أن أبدي أي أسباب تذكر، وقررت أن لا أبدي أسبابا مخافة من أن تعود تصادقني مرة أخرى.
طبعا عندما قاطعتها انهارت وأصبحت ترجوني ليل نهار لتعرف الأسباب في هذه القطيعة، وأنها تحبني وتريد أن تعود صديقتي مرة أخرى، ولكني خائفة من أن أصارحها حتى لا تعود معي مرة أخرى، وتضيق علي حياتي بكثرة اتصالاتها، وأرسلت لمن هم أقرباء لي لكي تعلم ماذا حدث منها، وماذا فعلت لكي أفعل ذلك.
نصحتني صديقة مقربة مني أن أشرح لها أسباب قطيعتي لها حتى تتعظ، وتحاول أن تصلح من نفسها، وأن أخبرها بعدم رغبتي في مداومة الاتصال بها، وأن أشرح أسبابي، ولا أتعامل معها مرة أخرى حتى لا أتركها متعلقة بي، ولديها اعتقاد بأننا سوف نعود أصدقاء مرة أخرى، ولكني رفضت؛ لأني خائفة من أن تعود معي وتحرجني بأنها سوف تتغير؛ لأنني لا أريدها في حياتي مرة أخرى؛ لأنها سببت لي ألما نفسيا من كثرة مضايقتي، ما هو التصرف الصحيح؟ وماذا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا وابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدينا جميعاً لأحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
لا شك أن الفتاة بحاجة إلى صديقة صالحة مخلصة ناصحة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينك وبينها على الخير، ونحب أن نؤكد أن الصداقة الناجحة هي ما كانت لله وفي الله وبالله وعلى مراد الله، هي الصداقة التي تقوم على النصح، تقوم على تقوى الله القائل (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)، والفتاة ينبغي أن تكون صداقتها للأخرى أو المرأة لمرأة أخرى ينبغي أن تكون أيضاً في حدود حيث لا تؤثر على الجوانب الأخرى، وأنت مشكورة على صبرك على هذه الصديقة التي تكثر الاتصال وتعطي كل ما عندها وتحاول أن تتقرب منك، وكنا نتمنى أن يكون هذا البعد بالتدريج، وأيضاً أن نريد أن تبقى شعرة العلاقة، وتحاولي أن تنصحي لها وبإخلاص ووضوح فإنك مأجورة على هذا.
ثم تحاولي أن تنسحبي تدريجياً حتى تكون العلاقة في وضعها الطبيعي، وشجعيها في اتخاذ صديقات أخريات، فإن من المصلحة أن يكون للفتاة وللمرأة ولأي إنسان عدد من الأصدقاء، فإذا انشغل هذا تواصل مع الثاني، أو انشغلت الصديقة الأولى استطاعت أن تجد وقتاً ومساندة من صديقة أخرى، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ولكن من المهم جداً أن توضحي لها أنك انشغلت وأنك لا تستطيعين أن تستمرين في صداقة طويلة تشغلك عن بعض المهام، وشجعيها على الإقبال على كتاب الله تبارك وتعالى، وعلى الأعمال النافعة والاستفادة من أوقاتها وحياتها، وليس في ذلك جرح لمشاعرها، لكن هذا واجب النصح، فليس من المفروض أن تكوني صديقة لها أو صديقة لك، لكن المزعج حقاً والذي يؤثر هو أن تأخذ الصداقة مساحات كبرى على حساب مصالح أخرى، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد للناس أن يقتربوا من بعضهم وتنبهي إلى أن الاقتراب المعقول هو الذي يكون في أوقاته المناسبة، والمؤمنة التي تخالط وتصبر خير من التي لا تخالط ولا تصبر.
قطعاً نحن لا نؤيد أن تظل هذه الأخت معلقة لا تدري ما الذي حدث، وفي نفس الوقت نتمنى أن يكون إخبارها بسبب هذا البعد أو الجفاء الذي حصل هو أن الصداقة زادت عن حدها وأثرت على حياتك في جوانب أخرى، وأننا ينبغي أن نظل أصدقاء ولكن الصداقة ينبغي أن تكون في حدود كأن يكون الاتصال في الأسبوع مرة مثلاً تتفقين معها أو في أوقات محددة بهذه الطريقة إن شاء الله ترضيها وتعرفي أنها فعلاً تحتاج إلى أن تكون متوازنة في علاقتها معك أو مع غيرك من الصديقات، ونسأل الله لنا ولكن التوفيق والسداد.