أقارب زوجي يطلبون مني ومن زوجي أموالا نحن بحاجتها.. ما نصيحتكم؟
2006-02-26 11:24:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
بدايةً أشكركم على هذا الموقع العظيم.
سؤالي هو أنني امرأة متزوجة وأعمل في إحدى الشركات، وأحصل على راتب ممتاز، مقارنةً بالشركات الأخرى الموجودة في نفس البلد، علماً بأن زوجي يعمل معي في نفس الشركة وراتبه أيضاً ممتاز جداً، والحمد لله رب العالمين على هذه النعمة.
ولكن هناك مشكلة تواجهني دائماً، وأحب أن أستشير حضراتكم فيها، وهي أني أنا وزوجي قد اشترينا بيت ملك وسيارة أيضاً من المال الذي كنا قد ادخرناه، وكان غالب الدفعات التي ندفعها من راتبي أنا، علماً بأن زوجي في الوقت الحالي يدفع قسط البيت والسيارة، وأنا أصرف كل راتبي كمصروف للبيت والحضانات...وما إلى ذلك من أي شيء يلزمنا، ولكن المشكلة بأن أهل زوجي مبذرون، وآنا أسفة لقولي هذه الكلمة، مع أن أم زوجي وأباه يتقاضيان راتباً كبيراً جداً، ولكن لأنهم يعلمون أنني أعمل وأساعد زوجي فبدأ الطمع يعمي أعينهم، وكلما مضى شهران طلبوا منا مبلغاً من المال، وكما أخبرتكم سابقاً أن زوجي لا يبقي من راتبه شيئاً بعد تسديد ما علينا من أقساط، فيقوم حينها بإعطائهم المال الذي طلبوه، ويطلب مني أنا أن أسدد قسط البيت والسيارة بدلاً منه، أي يقوم بأخذ ما يبعثه لأهله من مالي أنا ولكن بطرقٍ ملتوية!
أنا يا حضرة الشيخ لا ديني ولا أخلاقي تسمح لي بمنع زوجي من مساعدة أهله، في حال أنهم محتاجون، ولكن في الواقع حالتهم المادية في الوقت الحالي أفضل من حالتنا نحن، علماً بأنه أيضاً لا يملك، وأنا أشعر بأنني لست مجبورة على العمل ومواجهة ضغط العمل والمشاكل والأولاد غير العمل في البيت، وبعد ذلك كل راتبي وتعبي يذهب لأهل زوجي، أنا أحق براتبي من أي أحد، علماً بأنني لا أقصر في بيتي بأي شيء، ومنذ تزوجت إلى اليوم وأنا أصرف كل راتبي على بيتي، وليس لدي مشكلة في ذلك، أما على أهل زوجي فلا، والمشكلة هنا أنني عندما أخبر زوجي هذا الكلام يغضب مني ويقاطعني بالكلام وكل شيء، فماذا أفعل، أرجوكم أفيدوني، هل أنا على حق وصواب أم أني مخطئة في طلبي؟
آسفة على الإطالة، ولكن هناك نقطة هامة أيضاً أريد أن أوضحها، وهي أن أهل زوجي يصرفون كل ما يملكون من مال على النزهات والسفر وتقديم الهدايا للأقارب، وهذا حصل أمام عيني، ويعيشون حياة أعلى بكثير من المستوى المفروض أن يعيشوه، كما أنني بعت كل ما أملك أنا من ذهب ومجوهرات وأعطيته لزوجي أيضاً كي يدفعه من ثمن البيت، في الوقت الذي تملك فيه أمه وأخواته الكثير الكثير من الذهب، وبإمكانهم التصرف فيه لفك كربهم في حال أنهم محتاجون فعلاً، لكن زوجي له العديد من الإخوة ولكنهم لا يطلبون منهم؛ لأن زوجي هو الوحيد الذي يعمل، وزوجته تعمل ويتقاضون راتبين، وهذا هو سبب طمعهم في مالي، أرجوكم ماذا أفعل لأقنع زوجي بأنني لست مخطئة في التصرف في مالي الخاص فيما أراه أنا مناسباً، دون أن يفهمني خطأ؟
كما أحب أن أخبركم أيضاً بأنني لهذه اللحظة أكن كل الاحترام والمودة لأهله، وليس هناك بيننا أي مشاكل ولا خلافات والحمد لله، ولم أحاول أن أشعرهم ولو مرة واحدة بهذا الكلام.
شكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ م.ف حفظها الله
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يبارك لكم في أرزاقكم وأولادكم، وأن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا وذرياتكم.
فقد أسعدني حرصكِ على احترام أهل زوجك، وأفرحني قولك: ( إن دينك لا يسمح لك بمنعه من مساعدة أهله)، وهذا دليل على أخلاقك الفاضلة، وحرصك على معاونته على طاعة والديه وطلب رضاهما، وسوف يعوضك الله بأبناء بررة، فإن الجزاء من جنس العمل، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
وأرجو أن يصلح الله لك الذرية، ويمتعك بحياتهم ويسعدك بفلاحهم، حتى تعرفي أن الدرهم الذي يأخذه الإنسان من ولده له طعم خاص، ومن هنا يتجلى جمال الشريعة التي تقول: (أنت ومالك لأبيك)، واحمدي الله الذي جعل لكم من الأموال ما يغنيكم، ولم يجعلكم بحاجة إلى ما في أيدي الناس، فإن اليد العليا خير من اليد السفلى.
أختي الفاضلة/ نحن ننصحك بمواصلة الصبر، ولا تبخلي على زوجك وأهله ما دمت مستطيعة، واطلبي منه ترشيد الصرف وعرض أمواله على أهله ووعدهم بالمساعدة مستقبلاً، وليس قطع المساعدة، ولا تتكلمي عن الإسراف عندما يطلبون منكم، حتى لا تفهم الأمور على غير وجهها، وقدري نفسيات زوجك، واختاري الأوقات المناسبة لمناقشته، ولا تفكري في ترك العمل لإحراجه ومنع الخير عن أهله، وسوف تزول هذه الظروف بحول الله وقوته بقليل من الصبر وبشيء من الحكمة والمداراة.
ونحن فخورون بتضحياتك من أجل مصلحة أسرتك، وفائدة المال في نفعه للناس، ولن يجني البخلاء خيراً، ولن ينال المسرفون خيراً، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها.
ولا شك أن كلامك حق، ولكنك تحتاجين إلى حسن العرض لوجهة نظرك، وتشجيع الزوج على أن يتولى هو الكلام مع أهله والنصح لهم بعد أن يقدم لهم المساعدات، ومن المفيد أن يشرح لهم أوضاعه المالية حتى لا يطمعوا فيه أكثر وأكثر، مع ضرورة أن يلبي حاجة والديه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
ونحن ننصحك بتقوى الله وطاعته، واحترام مشاعر أهله، ولا تشغلي نفسك بالتفكير في هذا الأمر، واشغلي نفسك بذكر الله وطاعته، واستغفروا الله يبارك لكم في أرزاقكم.
فإن الله سبحانه يقول: (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ))[نوح:10-12]، واعلمي بأن الإنسان ينال الخير بمعاونة والديه وطلب رضاهما، وهذا جالب للرزق والتوفيق، واجتهدوا في صلة الأرحام والإحسان للأيتام، وتذكري أن العبرة لست بكثرة الأموال ولكن ببركتها، (وليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)
ولا شك أن الإنسان ينال بركة الرزق بإيمانه وتقواه وإحسانه قال تعالى: (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[الأعراف:96].
والله ولي التوفيق والسداد.