خوف وقلق ويأس وانطوائية وكراهية كل شيء، ما تفسير الحالة؟
2022-03-20 00:00:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
بدأت في تناول عقار (سرترالين) بجرعة 50 مجم، فتحسنت كثيرا بل تحولت حالتي إلى أفضل حال، وخرجت من العزلة واشتغلت، وتحسنت حياتي المهنية والاجتماعية، وكنت سعيدا جدا بتلك الحالة التي استمرت 3 سنوات فقط، وانتكست حالتي مع استمراري في تناول الدواء، تركت العمل ولازمت البيت وانهارت حياتي.
تناولت زيروكسات ثم فلوزاك ثم وصف لي الطبيب فيلازوفير وايفكسور ثم فالدوكسان ولكن بدون جدوى، والآن رجعت للسرترالين 150مجم، بالإضافة إلى دوجماتيل فورت 200 مجم، وما زلت أبحث عن الدواء المناسب.
لدي خوف وقلق وكره شديد وحسد لأي شخص ناجح في حياته وأتضايق منه، غير قادر على مجاراة أي حديث وأتضايق جدا من ذلك، لدي مشاكل كثيرة بداخلي لا أستطيع صياغتها، يأس واكتئاب وانطوائية، أحيانا أظن أن الناس تكرهني وتنتقدني، تأتيني أفكار غريبة مثل أن أتخيل نفسي وقد اختلفت مع شخص ما، وأبني حوارا وانفعالات بداخلي وأتصور أحداثا على سبيل التوقع، وأحيانا أحس نفسي بأنني سأنفعل وأصيح في شخص ما بدون أي سبب، وأشياء أخرى كثيرة.
أنا سريع التعصب والتوتر وينعقد لساني في جميع أوقاتي، لدي برود في المشاعر مع أني تزوجت وأنجبت، حين تتعب زوجتي أظن أنها تتمارض ولا ألقي لها بالا، تارة ألتزم في عبادتي وتارة أهملها، كسول جدا جدا مع خمول شديد وحركة قليلة، النسيان عندي متقدم لدرجة أني أسمع الأذان وأنسى الصلاة مع اعتزامي تأديتها، أصدقائي يتصلون بي ولا أرد بدون سبب، أمي تعاني من الفصام الباروني أو الظناني، وأصبح لدي خوف وقلق أن أكون مثلها فأصبحت أقارن نفسي بها، أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا أعتقد أنك محتاج للجوء لحياة اجتماعية إيجابية، مع الحرص على التفكير الإيجابي، وهذه الآليات العلاجية حقيقة مهمّة جدًّا، ونحن دائمًا نحاول أن نُرشد الناس للعلاجات السلوكية الواقعية، والتي هي من صميم حياتنا اليومية، مثلاً: الحرص على القيام بالواجبات الاجتماعية، من ذلك: مشاركة الناس في أفراحهم وفي أتراحهم، والحرص على الصلاة مع الجماعة ... هذه - أخي الكريم - تطبيقات عملية من واقعنا، وفي ذات الوقت هي ذات قيمة علاجية كبيرة جدًّا، وكثير من الأوروبيين الذين تحدثنا معهم حول هذا الموضوع معجبون جدًّا بهذه المناهج الحياتية التي هي من صميم مجتمعنا وأخلاقنا وبيئتنا، وهي بالفعل من أفضل أساليب المواجهة النفسية الإيجابية.
فيا أخي: احرص على هذه التطبيقات، وأنت رجلٌ حباك الله تعالى بأشياء إيجابية مهمّة، لا بد أيضًا أن تحوّل فكرك وتجعله دائمًا في جانب الإيجابي. تنظيم الوقت هو أحد الأشياء الرئيسية جدًّا في حياتنا، ومَن ينظم وقته يُنظم حياته.
أنا أعتقد هذا الذي تحتاجه له: التنظيم في الوقت، التفكير الإيجابي، ممارسة الرياضة، وتناول الدواء. والأفكار التي تأتيك هي أفكار ذات طابع وسواسي، تشاؤمي، وهذه دائمًا يتم علاجها عن طريق تحقيرها، وصرف الانتباه عنها، واستبدالها بفكر مخالف.
أخي الكريم: تطبيق تمارين الاسترخاء مع التدبُّر والتأمُّل والاستغراق الذهني سيكون ذا فائدة كبيرة جدًّا بالنسبة لك، يمكن لأحد الأخصائيين النفسيين أن يُدرّبك على هذا، أو يمكنك أن تستعين بأحد المواقع الموجودة على اليوتيوب، التي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.
أخي الكريم: لا بد أن تكون إيجابيًّا في تعاملك مع زوجتك، ولا بد أن تُبدي المشاعر اللطيفة، وأن تُحسن بها الظنّ، وأحد مقومات الزواج الناجحة هي المودة والسكينة والرحمة، والرحمة لا تكون بين المتساوين غالبًا، تكون ما بين القوي والضعيف، فهي حين تمرض أصبحت هي الضعيفة، وأنت الأقوى، فلا بد أن تُبدي لها مشاعرك الإيجابية، وتمارضها، وهكذا.
بالنسبة للعبادة: كن وسطيًّا يا أخي، والحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد أنا أعتقد أنه أمر مركزي وجوهري، يُسهل على الإنسان كثيرًا، ويجعلك لا تحس أن العبادة عبء عليك، بل هي مفرّجة للكرب، وتُدخل الكثير من الفرحة والسرور على النفس.
أخي: بالنسبة لمرض والدتك، نسأل الله تعالى لها الشفاء والعافية، وطبعًا نحن لا ننكر دور الجينات، لكن أنت الحمد لله تعالى رجلٌ في عمر معقول جدًّا، ولك مهارات، وتخرّجتَ، وهذا يقي -إن شاء الله تعالى- من تأثير الطفرات الجينية.
بالنسبة للـ (زولفت Zoloft): هو دواء رائع جدًّا، وأنا أعتقد أنك لو دعمته بالـ (اريبيبرازول Aripiprazole) خمسة مليجرام يوميًا أفضل من الـ (دوجماتيل Dogmatil).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.