الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غيلي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيتها الفاضلة الكريمة: قطعًا العلاج الدوائي هو أحد الوسائل العلاجية الممتازة جدًّا لعلاج الوساوس القهرية، لكن الدواء وحده حقيقةً لا يفيد على المدى البعيد، بمعنى أن الإنسان حين يتوقّف عن الدواء حتى ولو شُفي بنسبة مائة بالمائة سوف ترجع له الأعراض بعد فترة إذا لم يكون هنالك علاج نفسي سلوكي جذري، وأنا من خلال الاستشارة (
2476925) أوضحتُ لك أهمية هذه العلاجات السلوكية التي تقوم على مبدأ: تحقير الوسواس، وعدم الالتفات إلى الوسواس، وتطبيق تمارين الاسترخاء، وأن تجعلي حياتك مُفعمة دائمًا بالأمل والرجاء، وأن تُحسني إدارة وقتك ... هذه كلها متطلبات علاجية مهمَّة جدًّا.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: ارجعي لهذه المبادئ العلاجية: مبدأ تحقير الوسواس، عدم الخوض فيه، وتجاهله تجاهلاً تامًّا، مع منع الاستجابة، واستبداله بفكرٍ مخالفٍ.
موضوع الأحلام والتشبث بها أمرٌ مرفوض تمامًا، ونحن ننصحك حقيقة بتجاهل مثل هذا النوع من الحلم، ولا تحكيه، ولا تتحدثي عنه، اتفلي على شقك الأيسر ثلاث مرات حينها، وأكثري من الاستغفار، والاستعاذة بالله من شرِّ هذه الأحلام، واستعيذي بالله من الشيطان، وهذا يكفي تمامًا.
عيشي حياتك بقوة، أحسني إدارة وقتك، وأنا من وجهة نظري أن ترجعي إلى تناول الـ (سيبرالكس)، ولكن هذه المرة بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، ابدئي بجرعة خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناوليها لمدة عشرة أيام، ثم اجعلي الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلي الجرعة خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
حُسن إدارة الوقت، وتجنُّب الفراغ، وممارسة التمارين الاسترخائية من الأصول العلاجية الهامّة جدًّا لعلاج المخاوف والقلق والوساوس.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.