مشكلة التفكير في الجنس تعيق حياتي، فما العمل؟
2022-03-02 00:19:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني منذ فترة من مشكلة التفكير في الجنس، وأني متزوجة أو لدي حبيب، وللعلم لم أمارس العادة السرية أبدا -والحمد لله- ولا أشاهد الأفلام الإباحية، ولا أعلم ما السبب الذي يدفعني للتفكير بالجنس، أحاول التخلص منها مرارا لأنها بنظري تعيق حياتي الدراسية التي أعتبرها الأهم بالنسبة لي، وهذه الأفكار تشعرني بالخزي وتأنيب الضمير، وأن الله غاضب علي فهو لم يقصر في حقي، فأنا متفوقة، لكني أفكر في أمر منكر.
هل أحاسب على هذه الأفكار، وهل ستهوي بي إلى جهنم؟ كيف لي عندما أتعرض لضغط نفسي أن أتجنب تفريغ ما أشعر بهذه الطريقة؟ حتى أنني أشعر أن صلاتي وصيامي لا أهمية لها بوجود هذه الأفكار؟ كل ما أريد أن يغفر الله لي سوء تفكيري، وأن أتخلص من هذه الأفكار للأبد.
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحُسن العرض للسؤال، ونحيي حرصك على العفة، ونسأل الله أن يُعينك على بلوغ العفاف والعافية، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادرُ عليه.
أرجو أن تعلمي أن مجرد التفكير هذا طبيعي، لكن الذي لا نريده هو التمادي في مثل هذه الأفكار، لأن الإنسان إذا تمادى في مثل هذه الأفكار فإنها تجرُّ إلى ما ورائها، ونحن سعداء إلى أنك متماسكة، وإلى أنك لا تُمارسين الممارسات الخاطئة، وعليه فنحن ننصحك بما يلي:
أولاً: كثرة الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى.
الأمر الثاني: شغل النفس بالمفيد قبل أن يشغلك الشيطان بغيره.
الأمر الثالث: الاهتمام بالتركيز على طلب العلم والاشتغال بوظائفه، وتناسي مثل هذه الأمور.
الأمر الرابع: عدم التمادي مع هذه الأفكار، لأن ابن القيم يقول: "طارد الهم قبل أن يتحول إلى فكرة، وطارد الفكرة قبل أن تتحول إلى إرادة، وطارد الهم قبل أن يتحول إلى إرادة" يعني: دفع هذه الوساوس السالبة وهذه الأشياء التي تُحرّك كوامن الشهوة، ودفعها من البداية هو الأسهل.
كذلك أيضًا ننصحك بتفادي ما يُثير هذا في نفسك، كالنظر، والدخول إلى مواقع محرمة، كل ما يُثير هذه الغريزة أرجو أن تبتعدي عنه. ونطمئنك بأنك لا تُحاسبين على هذا، حتى يتحول إلى عمل، وحتى يتحول إلى ممارسة، ونتمنّى ألَّا تصلي أبدًا إلى مثل هذه المراحل، وهذا دليل على أنك على خير، لأن هذا الشعور وفكرة السؤال نفسها تدلُّ على أنك في خير وعلى خير. فحافظي على هذا، واحشري نفسك في صحبة الصالحات، واحرصي دائمًا على ألَّا تكوني وحدك، لأن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد.
احرصي على أن تواظبي على صلاتك وتخشعي فيها، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. أكثري من ذكر الله تبارك وتعالى، عندما تأتي هذه الوساوس تعوذي بالله من الشيطان، واذكري الرحمن، واسجدي له سبحانه وتعالى. ونتمنَّى أن تكون الرسالة قد وصلت.
فأنت على خير، حافظي على ما أنت عليه، واعلمي أن الشيطان يريد أن يُوصلك إلى الوقوع فيما يُغضب الله، أو يُوصلك إلى اليأس من رحمة ربّنا الرحيم، والله تبارك وتعالى لا يُؤاخذنا بمثل هذه الأمور، فقد قال: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، وقال: {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تُخفوه يُحاسبكم به الله} بعدها جاء التخفيف: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}،
وقد قال: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسكم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلَّا الله ولم يُصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} .. وهذا معفوٌ عن الإنسان ما حدّث به نفسه ما لم يتحوّل إلى إرادة وعمل وعزيمة، فاجتهدي في دفع هذه الخواطر في بدايتها، والله يقول حتى عن المتقين: {إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائفٌ من الشيطان تذكروا} مباشرةً، {فإذا هم مبصرون} لطريق الهداية.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لك، وأن يُجنّبنا هذه الأفكار التي تتسلل للإنسان وتُوقعه فيما يُغضب الله تبارك وتعالى، فدافعي هذه الأفكار، ونسأل الله أن يُهيأ لك الحياة السعيدة مع رجل يُسعدك في الوقت الذي يُناسبك، وهذه الأمور تجري بقضاء الله وقدره، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والثبات والهداية.