هل هذه هي الأعراض الانسحابية للسيروكسات؟
2022-03-09 23:44:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
بداية أود أن أشكركم على هذا الموقع المفيد، وأخص بالشكر الدكتور محمد عبدالعليم لردوده التفصيلية دائماً على الاستشارات.
عمري 33 سنة، غير متزوج، ولله الحمد ملتزم بصلاتي، كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي، وقبل 7 سنوات راجعت طبيبا، وصرف لي دواء السيروكسات، وتدرجت فيه ثم استقررت على جرعة 25 طوال هذه السنوات، وشعرت بتحسن ملحوظ، ثم قررت تركه بتدرج شديد وكانت الخطة كالآتي:
حبة 25 يوما وترك لمدة شهر، ثم حبة كل 3 أيام لمدة شهر، ثم حبة كل 5 أيام، ثم حبة كل أسبوع لمدة شهر، وبعدها حبة كل 3 أسابيع لمدة شهرين، ثم توقفت نهائياً، وكان آخر يوم لي قبل شهرين ونصف.
لكن منذ أسبوعين ظهرت علي أعراض متعبة جداً، منها: الشعور الدائم بالضيقة والاكتئاب، سرعة الانفعال، عدم الفرح مع الآخرين، قلة الكلام، تقلب بالمزاج، التشتت الذهني، وفقدان التركيز، انعدام الشهية ونقص الوزن، لوم النفس المتكرر، التفكير السلبي، أحياناً سرعة ضربات القلب، فقدان الانتصاب -أحياناً يكون لدي الانتصاب صباحاً-، لكن بقية اليوم كله لا يحدث أي انتصاب أبداً حتى لو شاهدت مشاهد مثيرة.
قبل 5 أيام بدأت بممارسة رياضة المشي واستمررت عليها، أشعر بتحسن مؤقت بعد المشي لمدة ساعتين تقريباً، وبعدها تخيم علي هذه الأعراض مرة أخرى، هل يمكن التخلص من هذه الأعراض دون استعمال أي دواء آخر؟ وما هي الطريقة؟ حيث إنني لا أريد أن أعود لهذه الأدوية، إلى متى تقريباً ستستمر معي هذه الأعراض المتعبة؟ أتمنى إفادتي بكل ما يمكن أن يساعدني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على كلماتك الطيبة، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا، وأسأله تعالى أن يُبلّغنا شهر رمضان الكريم.
أخي: أنت الحمد لله تعالى قد توقفت الآن عن الـ (سيروكسات Seroxat)، وهذه خطوة كبيرة وخطوة إيجابية جدًّا، وعلى ضوء ذلك أدعوك أن تعيش بقوة الآن، ولا تفكّر فيما مضى، فأنت قد أنجزت، وكثير من الآثار الانسحابية حقيقة ليست بيولوجية المنشأ، إنما هي نفسية المنشأ، وعلى ضوء ذلك الإنسان حين ينظر إلى نفسه بإيجابية ويرى أن التوقف عن الدواء في حد ذاته إنجاز كبير؛ هذا يُخفف تمامًا الأعراض الانسحابية، خاصة ذات المكوّن النفسي.
فأنت الآن الحمد لله لديك الدافعية، ولديك الاستعداد التام والتوجّه الإيجابي ألَّا تعود للدواء، فهذا من وجهة نظري في حد ذاته إضافة علاجية قوية جدًّا، وعلى ضوء ذلك أقول لك: استمر في ممارسة الرياضة، وقلِّل من تناول الشاي والقهوة، حيث إن الكافيين يُؤدي إلى بعض الاستثارات السلبية، واحرص على النوم الليلي المبكّر، وتجنّب النوم بالنهار.
هذه الأمور - أخي الكريم - في حدِّ ذاتها مع تطبيق تمارين الاسترخاء سوف تفيدك، وأرجو ألَّا تُراقب ذاتك، أرجو ألَّا تبحث عن الأعراض، كثيرًا ما يُصاب الإنسان بمثل حالتك بما نسميه بالقلق التوقعي، لا، لا تضع في فكرك أبدًا أن هذه الحالة سوف تعود لك، وكن إيجابيًّا، وهذا من وجهة نظري مهم جدًّا.
إذا صعبت عليك الأعراض أنا أرى أنه لا مانع أن تتناول دواء بسيط جدًّا، وليس له علاقة بالسيروكسات أو بالأدوية المشابهة، الدواء هو (دوجماتيل Dogmatil) والذي يُعرف باسم (سولبيريد Sulpiride) تتناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسون مليجرامًا) صباحًا لمدة أسبوع، ثم تتركه. هذا دواء جيد جدًّا لاحتواء نوعية القلق الظرفي الذي يتأتّى من الآثار الانسحابية للأدوية.
أنا أتوقع أن تختفي هذه الأعراض تمامًا -إن شاء الله- في فترة قصيرة، نتحدث عن أسبوع إلى أسبوعين، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.