أشعر بآلام في المعدة مستمرة لا تستجيب للعلاج، فما السبب؟
2021-12-08 00:49:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله كل خير ونفع بكم الأمة.
سؤالي بخصوص أني أعاني آلاما مستمرة في الساق والظهر، كنت آخذ راحة لمدة ساعة آو حقنة فيتامين b وأشعر بتحسن -بفضل الله-، وأمارس بعدها حياتي بكل أريحية -بفضل الله- ولكن من خمسة أشهر أتاني تعب شديد في المعدة (مع العلم أن لدي مشاكل في المعدة من سنين) فذهبت إلى مستوصف بجوار المنزل فأعطاني محلولا به حقن مضاد ومسكن للمعدة، وأعطاني علاج مضاد حيوي أبيسيين حقنة يوميا لمدة أسبوع بجانب مضاد أقراص أيضا، استغربت العلاج؛ لأني لم آخذ كمية المضادات هذه في حياتي في ظل شدة تعبي ومرضي، بعد أسبوع أصبحت لا أقدر على النهوض بعد!
ذهبت لطبيب باطنة وقام بالكشف علي وسردت له ما حدث فقال لي إن الطبيب أراد أن يضمن إذا كان هناك ميكروب أو فيرس فيجهز عليه، فقام بالإجهاز عليك أنت! ومن بعد هذا التعب وأنا لا أجد لي مجهودا، وقمت بعمل تحليل دم، وغدة، وسرعة ترسيب، وسكر تراكمي، وبفضل الله كانت جيدة ولكن من وقتها ليس لدي مجهود، وآلام مستمرة في جسدي.
قلت من الممكن أن الموضوع نفسي فأخذت دوجماتيل 50 صباحا ومساء، بدأت فيه منذ أسبوع ولكن -بفضل الله- أحاول الحفاظ على العبادات، وأشعر بتحسن ولكن بمجرد أن أضع في فمي شربة ماء أو طعام يضيق نفسي تماما وأشعر بدوخة وتعرق راحة يداي، وإذا كنت صائما لا يأتيني ضيق التنفس مع كثرة الآلام.
بدأ الموضوع يتعبني نفسيا (لا أعلم إذا كان هذا صحيح كثرة الوجع والآلام تؤذي نفسيا)، فهل المشكلة نفسية وسلوكية؟
آسف على الإطالة، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
أخي: كما تعرف أن النفس والجسد لا ينفصلان أبدًا، وكثير من الناس حين يكون لديهم قلق - أو حتى توترات نفسية بسيطة - قد ينعكس هذا على أجسامهم، ويظهر ذلك في شكل تقلُّصات عضلية، فتجد أن لديهم آلام عضلية هنا وهناك، والكثير منهم يشتكي مثلاً من آلام العضلات، من الصداع العصبي، من الضيق والشعور بالكتمة في الصدر، وأعراض القولون العصبي، واضطرابات المعدة، هذه أيضًا نُشاهدها كثيرًا عند مَن يُصابون بالقلق. طبعًا هنالك أسباب عضوية لهذه الأشياء، لكن الجانب النفسي قد يكون مكوّنًا رئيسيًّا.
أخي الكريم: الحمد لله تعالى فحوصاتك كلّها جيدة، وهذا أمرٌ مبشِّرٌ جدًّا، وأنا أعتقد أن الذي تعاني منه هو ظاهرة، فيها الجانب النفسي، فأنت تحسّنت كثيرًا باستعمالك للدوجماتيل، والحمد لله حين تكون صائمًا لا يأتيك ضيق التنفُّس. هذه كلها مُبشّراتٍ إيجابيةٍ جدًّا، وتدلُّ على أن الأمر بسيط جدًّا، وهو مجرد نوع من القلق النفسي البسيط.
الذي أراه أنك محتاج لدواء آخر بجانب الـ (دوجماتيل)، الدوجماتيل تناوله صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
أمَّا الدواء الآخر المُحسِّن للمزاج فأنا أعتقد أن عقار (سيبرالكس) والذي يُسمَّى علميًا (اسيتالوبرام) سيكون جيدًا جدًّا بالنسبة لك، لأنه يزيل التوتر، ويزيل القلق والكتمة والضيق الذي تحس به، وإن شاء الله تعالى ينتج عن ذلك كله زوال آلام العضلات.
جرعة السيبرالكس هي: أن تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي بها عشرة مليجرام – تتناول هذه الجرعة الصغيرة يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة – أي عشرة مليجرام – يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
بقي بعد ذلك الاهتمام بنمط حياتك، الآن الصحة النفسية والجسدية الصحيحة تعتمد على نمط الحياة الإيجابي، وأقصد بذلك:
• أن تتجنّب السهر.
• وأن تتجنّب النوم بالنهار.
•وأن تستفيد من فترة الصباح، بعد صلاة الفجر يمكن للإنسان أن يقوم ويُؤدّي الكثير من الأعمال والأفعال الإيجابية. هذه الفترة على وجه الخصوص حين يستثمرها الإنسان يعطي جسده ونفسه دفعة معنوية إيجابية كبيرة جدًّا.
• ونمط الحياة السليم يتطلب ممارسة الرياضة، خاصة في مثل حالتك، هذه الآلام المتكررة – أخي الكريم – تتطلب ممارسة الرياضة، رياضة المشي مثلاً، مثلاً: ابدأ بمسافات قصيرة، ثم بعد ذلك يجب أن تزيد المعدّل. رياضة السباحة أيضًا ستكون من أفضل الرياضات في حالتك ... وهكذا. إذًا الرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك.
• حُسن إدارة الوقت والاستفادة منه والقيام بالواجبات الاجتماعية، والترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، وأن يكون للإنسان مهام وأهداف في الحياة، (أهداف قصيرة المدى، أهداف متوسطة المدى، أهداف بعيدة المدى)، ويضع الآليات التي توصله لأهدافه.
• من المهم جدًّا أن يصل الإنسان رحمه، وأن يكون شخصًا مفيدًا ومؤثّرًا في أسرته، وبِرّ الوالدين من أفضل الأشياء التي تؤدي إلى كمال الصحة النفسية والجسدية، وذلك بجانب جني الأجر العظيم بحول الله وقوته.
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.