الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية.
أنا لا أعتقد أنه لديك رهابا اجتماعيا بنفس الكمية أو المعايير التشخيصية المعروفة، الذي لديك هو هذه الرعشة الوراثية، والرعشة نفسها تجعلك في حالة من القلق، لذا تتحرّج في المواقف الاجتماعية، ممَّا يجعلك تخاف بعض الشيء وتحجم وتزداد عندك الرعشة.
فأنت -الحمد لله تعالى- ليس لديك الرهاب الاجتماعي الحقيقي، وهذه يجب أن تكون نقطة إيجابية في حقّك.
الرعشة الوراثية تُعالج من خلال أدوية مُعيّنة، عقار (بروبرانولول Propranolol)، أو عقار (كونكور Concor) هذه أدوية ممتازة جدًّا، وأنا أفضّل أن تتناول الـ (بروبرانولول)، تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة عشرة أيام، ثم اجعل الجرعة عشرين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.
الإندرال Inderal – وهو الاسم التجاري للبروبرانولول – دواء بسيط جدًّا، دواء فاعل جدًّا، ينتمي لمجموعة من الأدوية تُسمَّى (كوابح البيتا) وهو يفيد جدًّا في مثل حالتك هذه.
وبالنسبة للمخاوف الثانوية التي تتولّد أريدك أن تتناول دواء آخر يُعرف علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) واسمه التجاري (زولفت Zoloft)، أنت تحتاج له بجرعة بسيطة، هو دواء مضاد للقلق وللمخاوف، ويُحسِّن المزاج، تبدأ السيرترالين بجرعة نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– تتناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميًا –أي خمسين مليجرامًا– لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الزولفت.
هذه هي الأدوية التي تحتاج لها، وهي أدوية فاعلة وسليمة وغير إدمانية، والجرع التي وصفناها لك هي جُرع بسيطة جدًّا.
أنا لا أراك في حاجة لعقار (دوجماتيل Dogmatil).
الأمر الآخر هو: يجب ألَّا تركّز على هذه الرعشة، لا تنظر إلى يديك أبدًا، خذ الأمور بعفوية وتلقائية، وأكثر من التواصل الاجتماعي. صلِّ مع الجماعة في المسجد، اذهب ومارس رياضة جماعية مع أصدقائك، اخرج ورفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل أيضًا مع الأصدقاء، تدرَّب على تمارين الاسترخاء، تمارين جميلة جدًّا، تمارين التنفُّس التدرّجي، تمارين شدّ العضلات وقبضها ثم استرخائها، ممتازة جدًّا، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (
2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين.
إذًا هذه هي الوصفة السليمة لعلاج حالتك، وأريدك أن تكون شخصًا متفائلاً، وأقبل على الحياة بكل إيجابية وانضباط، -وإن شاء الله تعالى- سوف تتحسّن الأمور تمامًا، وما أسميته بالرهاب سوف يكون شيئًا من الماضي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.