أعاني من تقلب المزاج وضيق وأفكار سوداوية، فما العلاج؟
2021-07-01 05:20:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو الرد على رسالتي بأقرب وقت، لأن لدى امتحانات، وليس لي بعد الله بعدكم.
أنا عمري 20 سنة، تم تشخيصي سابقا أني أعاني من الوسواس القهري، وكذلك من موقعكم، واستمررت على الأنافرانيل والسيتالوبام ولكن بدون جدوى.
ومشكلتي الآن أني أعاني من تقلب المزاج في اليوم عدة مرات، فعندما يأتي الصباح أشعر بضيق شديد وكره للحياة وأفكار سوداوية، وأشعر كأن نفسي تخرج من جسدي، ودماغي متشوش، وأشعر بأني غريب، ولا أستطيع المذاكرة والدراسة، وغالبا ما يخف ليلاً، ولكنه يكون أكثر وقت الصباح والظهيرة، ويخف قليلا العصر والليل، وأعاني من نوم سيء للغاية وكوابيس وأحلام، فلا أستطيع أن أكمل ساعة متواصلة، وأنا على وشك الاختبارات.
أصبحت أنسى كل شيء، وأدقق في التفاصيل، وكيف الإنسان يحفظ، ولماذا لا يظهر الكلمات في دماغي، وهكذا، فما السبب؟ علما أنكم وصفتم لي دواء الميرتازابين وتحسن نومي قليلا، لكن ليس بالمستوى المطلوب، وأريد تشخيص حالتي، ووصف العلاج المناسب، وإضافة دواء لمدة ثلاثة أشهر يساعد على النوم والمذاكرة، ويعالج الاكتئاب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
أولاً: أريدك أن تثق في مقدراتك فيما يتعلق بالتحصيل الدراسي، هذا مهمٌ جدًّا، والذي تعاني منه الآن هو نوع من القلق النفسي مع تقلُّبٍ بسيط في المزاج، والأعراض الوسواسية ليست كثيرة -الحمد لله- في هذه المرة.
وموضوع أنك تُدقق في التفاصيل: هذا يمكن أن تتخلص منه من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، من خلال تحديد مهام معيّنة وإنجازها في وقتٍ مُحدد.
وبالنسبة لموضوع الامتحانات: لا أريدك أن تجهد نفسك، هذا مهمٌّ جدًّا، حاول أن تنام نومًا ليليًّا مبكِّرًا بقدر المستطاع. أعرفُ أنك لن تستطيع أن تنام مبكّرًا، لكن أريدك أن تحاول ذلك، وحين أقول مبكِّرًا يعني لا تتجاوز الساعة الحادية عشر ليلاً، واجعل جرعة الـ (ميرتازبين) 15 مليجرام، أي نصف حبة، هذه سوف تكون كافية جدًّا.
تجنّب شُرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء. احرص على أذكار النوم، طبّق أيضًا تمارين الشهيق والزفير، مهمّة جدًّا. قبل أن تذهب إلى السرير – أو حتى بعد أن تذهب للفراش – ابدأ في تطبيق هذه التمارين، خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا – وهذا هو الشهيق – يجب أن يكون قويًّا وبطيئًا، يستغرق سبع إلى ثمان ثوانٍ، بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، ثم يأتي بعد ذلك الزفير، ويجب أن تخرج الهواء بقوة وشدة عن طريق الفم، أيضًا سبع إلى ثمان ثوانٍ. كرِّر هذا التمرين خمس مرات متتالية، وسوف تجده مفيدًا جدًّا لك من حيث الشعور بالاطمئنان، وسوف يكون النوم سهلاً جدًّا، وكما ذكرتُ لك لا تنسى أذكار النوم.
من المهم جدًّا أن تتجنّب تمامًا تناول الأطعمة الدسمة ليلاً، العشاء يجب أن يكون خفيفًا، وهذا سوف يساعدك كثيرًا على القضاء على الكوابيس والأحلام.
إذًا الوجبات الخفيفة ليلاً، تجنّب الطعام الدسم، تطبيق تمارين الاسترخاء عن طريق الشهيق والزفير البطيء، وأذكار النوم. أعتقد أن هذا سوف يكفي تمامًا كوصفة سليمة للتخلص من الأحلام والكوابيس، حتى القلق سوف ينتهي تمامًا، وتستيقظ مبكِّرًا، سوف تستيقظ نشطًا، ثم تُصلي الفجر، وتبدأ تدرس، ساعتين مثلاً قبل أن تذهب إلى المرفق التعليمي. الدراسة ساعتين في وقت البكور تعادل أربع ساعات في بقية الأزمنة.
حاول أيضًا تمارس بعض التمارين الرياضية الخفيفة، كتمارين الإحماء مثلاً، تُساعدك أيضًا في الاسترخاء.
أي فكرٍ سلبيٍّ يجب أن تُحقّره، وألَّا تهتمّ به أبدًا.
الدواء: أنا سوف أصف لك عقار (سيبرالكس) بجانب الميرتازبين الذي سوف تتناوله بجرعة 15 مليجراما ليلاً، اجعل السيبرالكس هو الدواء الصباحي، والميرتازبين هو الدواء المسائي، ابدأ السيبرالكس بنصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات، تناول خمسة مليجرامات صباحًا لمدة أربعة أيام، ثم اجعلها عشرة مليجرامات صباحًا، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرامات صباحًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.